المرأة بين الجمال والأناقة

عهود فاهم العارضيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 277

كان ولا يزال الجمال والتجمّل ملازمين لطبيعة المرأة، فأين ما وُجدت المرأة وُجدَ الجمال، فالمرأة جميلة الشكل، جميلة الروح، جميلة الكلام والمنطق، وهذا من نِعم الله تعالى عليها، وكلّما كانت المرأة راضية ومقتنعة بشكلها، كلّما تحسّنت حالتها النفسية وزاد تألّقها، لكن ويا للأسف الشديد نلاحظ اليوم هجومًا كبيرًا، وإقبالًا غير مدروس على عمليات التجميل من قِبل بعض النسوة حتى وإن كانت إحداهنَّ ذات جمال خلّاب، وصار كلّ مَن هبّ ودبّ يجري عمليات التجميل، والنتيجة هي انتشار كبير للعمليات الفاشلة، أو المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى الوفاة أحيانًا، فما الذي يجعل المرأة التي كرّمها الله تعالى أن تلجأ لعمليات مكلفة جدًا أو فاشلة أحيانًا كهذه؟ في الحقيقة توجد عدّة أسباب، منها: 1- أسباب جمالية: وهي السعي إلى الظهور بأبهى صورة لافتة للأنظار، وهنا يجب أن تكون المرأة مقتنعة بخلقة الله تعالى فهو أحسن الخالقين، وكلّ شيء فيها إنّما هو جمال بحدّ ذاته، وهذا ما أكّده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا نظر في المرآة: "الحَمدُ للّهِ الَّذي سَوّى خَلقي فَعَدَّلَهُ، وكَرَّمَ صورَةَ وَجهي وحَسَّنَها، وجَعَلَني مِنَ المُسلِمينَ"(1). 2- أسباب نفسية: وهي مشاكل قد تعرّضت لها المرأة في طفولتها، من تنمّر وغيرها ممّا سبّب لها عقدًا نفسية جعلها غير واثقة من نفسها وشكلها، وقد يصدر التنمّر من الأهل بخاصّة عند التفرقة بين الإخوان وانتقاد أحدهم بدون الآخر، ويحذّر الدكتور النفسي يوسف الحسني من هذا الأمر بقوله: (لا ترتكب هذه الجريمة في حقّ طفلكَ، فكلّ طفل مميّز بذاته، ويجب تشجيع تفرّده الخاصّ، ولا تنسى أنّ التفرّد هو سرّ الجاذبية، ويفقد الإنسان جاذبيته ما إن يفقد تفرّده)(2). 3- أسباب وظيفية: تدعو الحاجة الملحّة إلى إجراء بعض العمليات التجميلية، كأن توجد تشوّهات خلقية أو إعاقة خاصّة، لكن يجب أن تُجرى على يد المتخصّصين. فكوني عزيزتي واثقة من نفسكِ ولا تطيعي الشيطان الذي توعّد بالغواية مثلما جاء في قوله تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)(النساء:119)، وابحثي عن كمال الروح وتطوير الذات، فكلّما اجتهدتِ في تطوير نفسكِ، كلّما ازددتِ تألّقًا وشفافيةً وأناقةً، ولن تحتاجي إلى لبس الملابس الباهظة الثمن، أو وضع الكثير من المساحيق أو العطور، بل تكفي الملابس النظيفة، والملائمة للجسم، وكذلك التحدّث بثقة ومعرفة بحيثيات أيّ موضوع تتكلّمين عليه، فضلًا عن تدريب نفسكِ لتكوني مستمعة جيدة، يجعلكِ كالنجمة اللامعة وسط المجتمع. ....................................................... (1)نهج الذكر: ج1، ص 455. (2)عُقدكَ النفسية، سجنكَ الأبدي: ص52.