المَرأَةُ حِينَ تُبدِع

همسة حسن
عدد المشاهدات : 204

لقد نجحت المرأة في وضع قدمها على درب الوعي الحضاريّ، وذلك نابع من إحساسها بدورها وإمكانياتها القابلة للتطور، وبرز ذلك حين تحدّت المصاعب وقررت أن تبرز للمجتمع بفوائد من خلال ما تقدّمه من نشاطات، وعلى الرغم من عدم استيعاب بعضهم بأن المرأة يمكن أن تبدع في مجالات مختلفة، وأن تقوم بأعمال مختصة بالرجال؛ لذا نراها لا تكتفي بإدارة أمور الأسرة، إذ فتحت أمامها آفاقاً لم تكن تراها سابقاَ، ولأنّ إرادتها قوية قررت أن تطفو على سطح الحياة بهمة ونشاط، ومن تلك النساء الأخت سهاد محمد باقر/ماجستير تاريخ إسلامي، وهي الآن طالبة دكتوراه ولديها مؤلَّف باسم (سلمان المحمديّ وحديث الجاثليق). كان لرياض الزهراء (عليها السلام) لقاء معها حول هذا المؤلَّف. كيف جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب؟ منذ صغري وأنا أحبّ الكتابة، ولكن في المرحلة الأولى من دراسة البكالوريوس اكتشف أستاذي الذي كان يتابعني قدرتي على الكتابة حين كُلّفت بكتابة (البيبرات) البحوث البسيطة، ومن هنا بدأ مشواري. كتاب سلمان المحمديّ متى أُلّف؟ الكتاب كان بالأساس بحثاً اخترته بناءً على طلب البروفسور (أياد الخفاجي) الذي كان أساساً يتابعني في المرحلة الثالثة من دراستي للبكالوريوس، وذلك في سنة 2008م، إذ كان هناك توجه نحو تطوير هذا البحث، وبالفعل تمّ إنجازه على شكل كتاب بمشاركة البروفسور. عبارة (حديث الجاثليق) طرّزت غلاف الكتاب، ماذا تعني؟ كلمة جاثليق تعني رئيس النصارى، أي كلّ مئة من النصارى يكون هو رئيسهم، أمّا قصة الحديث فهي أنه قد جاء وفد من الدولة البيزنطية إلى عاصمة الدولة الإسلامية (المدينة المنورة) للاستقصاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان متوفى فكان اللقاء مع الخليفة الأول أبي بكر، ودار هناك حوار عقائديّ بينهم، ولم يستطع الخليفة الإجابة على الأسئلة الموجّهة من قِبل الوفد، وأجاب بدلاً منه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ لذا أطلق عليه سلمان المحمدي بـ (حديث الجاثليق). ما هي خطوات التأليف ومنهجيته؟ والمصادر المعتمدة؟ بدأت أتقصّى في الكتب وأقرأ عن شخصية سلمان المحمدي وأجمع المعلومات وأعرضها على أستاذي، ويبدأ هو الآخر بتصحيح مسار العمل، وهكذا أُنجز العمل مرحلة تلو الأخرى. أمّا المصادر فقد اعتمدت على (كتب جمهور المسلمين، وكتب الحديث، وكتب التاريخ العام، وبعض من كتب التفسير). ردّة فعل القراء؟ لقد تمّ طبع 300 نسخة من الكتاب، وللعلم أنا لم أطبعه من أجل تحقيق ربح مادي، ولكن لمجرد إثبات معلومة معينة، لذلك كان التوزيع في الجامعات، ومن خلال ما وصلني من آراء القرّاء الذين لم ألتقِ بهم وجدتُ أنّ الإقبال كان شديداً على هذا الكتاب. ما الرسالة التي أردت إيصالها، ولم يتطرق لها غيركِ؟ إنّ شخصية مثل سلمان المحمدي تستقطب الكتّاب؛ لما لديه من مكانه ومنزله عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، ولكن من خلال الكتاب أردنا توجيه أنظار القراء إلى أنّ التدوين لم يبدأ في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، بل بدأ في مرحلة مبكرة سنة (11) للهجرة، وأن سلمان المحمدي أول من دوّن التاريخ بسيرته المنفصلة البعيدة عن السيرة النبوية والعلوم الدينية بتدوين تاريخي منظم. لكلّ عمل مصاعب، ما المعوّقات التي واجهتكِ؟ المشكلة الوحيدة هي طباعة الكتاب، إذ طُبع في مدينة بابل، وأنا في كربلاء، ولكن هذه الصعوبة ذُلّلت بفضل الأستاذ زمان المعموري الذي تابع الطباعة؛ لأنه كان من سكنة تلك المدينة. نصيحة تقدّمينها إلى القرّاء عامة؟ أن لا نأخذ بما نقرأه في الكتب أخذ المسلّمات، وإنما يجب التدقيق في كلّ ما نقرأ ولاسيّما في تاريخ الرسول وأهل بيته (عليهم السلام)؛ لذا أرجو من قرّاء التاريخ ولاسيّما المختصين وطلبة التاريخ والمبتدئين في كتابة البحوث أن يلقوا الضوء على الروايات ويقفوا أمامها ملياً قبل أيّ شيء.