رياض الزهراء العدد 198 ألم الجراح
لآلئ الحمد على جيد سامراء
هنا الطواف بأرض الطهر حول الضريحين أعظم الأركان.. فلكَ الحمد يا ربّ.. هنا سلوة الروح تحت قبّة سامراء، حيث تُراق العبرات خجلًا، تغسل ذنوب حامل الأدران.. فلكَ الحمد يا ربّ.. هنا نقف في تجلّيات الروح، نرفع الأكفّ بالدعاء بين أروقتها، فتجود بغيث يهطل ليروي ظمأ محبّ متيّم تجرّع مرارة الخذلان.. فلكَ الحمد يا ربّ.. هنا على أعتاب مرقد العسكريّين (عليهما السلام) نبحث عن الأمانيّ التي هجرتنا، فتتسلّق مواجعنا أبواب العطاء المقدّسة، وتتلاشى مع حكاياتها التي خطّتها السنون، وتتعطّر من عبق ذكرياتها بالعبرات والآهات، والبطولات والانتصارات عطرًا يشفي السقيم، فيملأ الفرح منّا مساحات في نفوس عاث بها فراغ الأحزان.. فلكَ الحمد يا ربّ.. هنا سامرّاء تعزف ألحان العشق بتراتيل الولادة من أشرف منبت، في كلّ ربيع نسمعها فتنثر الحروف تباشيرها على الحياة، وتبقينا نتغنّى بها ونلملم الأمل منها وننضوي تحت نفحاتها فتمسح على جراحنا ببلسمها الحنين الدافئ.. فلكَ الحمد يا ربّ.. سامرّاء، ها قد أزهر الربيع بعِيده مع فجره المبارك؛ لينعم الكون بالرحمة الكبرى من الرحمن، واليوم تشهدين أولى براعم الأمان والإسلام التي أزهرت في كلّ زمان ومكان؛ ليُكشف سرّ الحياة التي ما خُلقت إلّا من أجل قائد الخير والبركة وآله الكرام.. به انتهت مواسم الانكسار، وباسمه تُقطف عناقيد الصبر الجميل الذي تفرّع من أغصان حلمه وعفوه، تدعو الأرواح لتسبّح بسلام.. فلكَ الحمد يا ربّ.. مولود كتب اسمه بعوالم حقائق الشرف، ومن قبله كُتب في ملكوت السماوات: محمّد (صلوات الله عليه).. أفاض علينا من غمامة الإباء والكرم قطرات نداه، فكان السراج المنير الذي أضاء ليالي الأكوان المظلمة، ورسم أولى النقوش للهداية التي استنقذتنا من الهلكة.. فلكَ الحمد يا ربّ.. مبارك مولد كلّما حلّ أُحييت بذكره ميّت البلاد، وأُلبس الحرم حُلل الأنوار.. اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد، هدية مقبولة بين يديه تكسونا بها من حُلل الرضا والفلاح، فهل يكفي تزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر في أرجاء سامرّاء الذي لا يستحقّه إلّا الله سبحانه!