امرأَة نوح (عليه السلام)
قال الله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم:10)، مثلما ضرب الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد للمؤمنين أمثلة مـن نساء مؤمنات توّجنَ حياتهنَّ بالفوز بجنّة الخلد، فإنّه سبحانه ضرب أمثلة للكافرين، نساء كافرات رحلنَ عن الدنيا بعاقبة سيّئة، ومن ورائهنَّ عذاب الخلد في جهنّم وبئس المصير، ومن بين أولئك النسوة امرأة نوح (عليه السلام) الذي عانى أشدّ المعاناة من قومه المشركين، وكانت زوجته (واغلة) على دين قومها، ولم تؤمن هي أيضًا بما جاء به، وكان ممّا يزيد من معاناة نوح (عليه السلام) أنّ زوجته لم تكتفِ بتكذيبه وحسب، بل أصبحت عينًا عليه، وراحت تخبر أعداءه بتحرّكاته، وعن كلّ مَن آمن معه بالتوحيد وترك الشرك، وباتت تصفه وقومه بالجنون، وتنعته بأقبح الصفات والأوصاف، وهي تعمل كلّ ذلك في وقت ترى كيف يتعامل قومها معه بقسوة، ولمّا يئس منهم توجّه إلى ربّه داعيًا. وبدأت علامات الغضب الإلهي تزحف إلى قوم نوح (عليه السلام)، لكنّهم بقوا على ضلالتهم، بل ازدادوا سخرية حين بدأ ببناء السفينة على الأرض المجدبة، وتحقّق الوعد الإلهي، فأمر نوح (عليه السلام) المؤمنين وهم قلّة بركوب السفينة، وحمل فيها من كلّ زوجين اثنين مثلما أمره الله سبحانه، وحمل أهله عدا ولده وزوجته التي كانت لا تزال في ضلالها، وتوجّهت نحو الجبل مع قومها وكلّ ظنّهم أنّه يعصمهم من العذاب، وبذلك طُويت صفحتها بالخزي في الدارين، وأصبحت مثلًا للكافرين. أسئلة القصّة: س1: ما نوع الخيانة التي ذُكرت في القرآن عن امرأة نوح (عليه السلام)؟ س2: لقد عذّب الله تعالى زوجة نوح بالغرق لأنّها كذّبته، ألم يشفع لها أنّها زوجة نبيّ من أنبيائه تعالى؟ س3: ما العِبرة المستفادة من هذه القصّة؟ أجوبة لغز العدد السابق: ج س1: لأنّها خُلقت من كائن حيّ وهو آدم (عليه السلام)(1). ج س2: قوله تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (طه:120). ج س3: ج س4: يجب الحذر من وسوسة الشيطان الرجيم الذي هو عدوّ لآدم وأبنائه، والعلم بأنّه يحقد عليهم لأنّه يعتقد أنّهم سبب طرده من الجنّة، في حين السبب هو غروره وتكبّره. ج س5: قبل هبوطه إلى الأرض، والدليل قوله تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:38)، فهذه الآية وردت بعد الآية التي تشير إلى توبة آدم (عليه السلام) . ............................................ (1)علل الشرائع: ج1، ص26. (2)المصدر نفسه: ج1، ص (30ـ31). السؤال التفاعلي: بمَ كانت امرأه نوح (عليه السلام) تؤذيه ويزيد ذلك من معاناته؟ كان ممّا يزيد من معاناة نوح (عليه السلام) أنّ زوجته لم تكتفِ بتكذيبه وحسب، بل أصبحت عينًا عليه، وراحت تخبر أعداءه بتحرّكاته، وعن كلّ مَن آمن معه بالتوحيد وترك الشرك، وباتت تصفه وقومه بالجنون، وتنعته بأقبح الصفات والأوصاف.