الطفولة الناعمة

ربى جواد العبيدي/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 263

كلّنا نعلم أنّ حياة الإنسان مبنيّة على عدّة مراحل عمرية، منها الطفولة، ثم الشباب، ثم الشيخوخة، ثم الهرم. وتُبنى شخصية الفرد وتُوضع فيه البذرة الرئيسة والمنهج الذي سينهجه ويمضي عليه طوال حياته حين طفولته ونعومة أظفاره، ومثلما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "العلم من الصغر كالنقش في الحجر"(1)، فاليوم نعيش في مجتمعات تتأثّر بكلّ الطرق، وتدخل عوامل عديدة في تربية الطفل، منها ما يكون خارجيًا ممّن يحيطون بالطفل في خارج المنزل، ومنها داخلية كالآباء وطريقة تفاعلهم مع الطفل وتربيتهم له، والأهمّ من بين كلّ العوامل التي تبني شخصية الطفل وتنمّي عقله هي العائلة؛ لكونهم المربّي الأول الذي يحيط به، فيستمدّ منها التصرّفات المختلفة، ويقوم بردود الفعل استنادًا إلى تصرّفات والديه، سواء كانت هذه التصرّفات في ما بينهم أو معه شخصيًا. وتأتي عوامل مؤثّرة أخرى بعد الوالدين هي المصادر الإلكترونية ومواقع التواصل والشبكة العنكبوتية التي اتّسع استعمالها اليوم في دول العالم كافة، ونجد الكثير من العوائل تلجأ إلى إعطاء الأجهزة الذكية للطفل حينما تعجز عن إرضائه أو التعامل معه بالطريقة الصحيحة وحلّ المشكلة الأساسية، ومن ثمّ إذا لم تختر الأمّ أو الأب ما يمكن للطفل مشاهدته أو عدم مشاهدته، بل إفساح المجال أمامه ليشاهد ما يحلو له، فسينجذب إلى أيّ شيء ملوّن، وقد تأتي أحيانًا طقوس الأعياد السنوية فتتنوّع وسائل الألعاب للأطفال، وتكون الألعاب غالبًا مؤذية، مستندة إلى العنف الذي قد يدمّر شخصية الطفل ويضعفه. التوصية التي يجب أن يهتمّ بها الآباء دومًا هو التفرّغ من حين إلى آخر للاهتمام بالطفل واللعب معه، وسدّ الفراغ الذي قد تنفذ منه المؤثّرات السلبية، وعدم الاستهانة بمواهبه، بل تشجيعه وإعطاؤه الفرصة ليثبت نفسه، حتى تقوّم شخصيته للمستقبل، إضافة إلى الاهتمام بالعبادات والتصرّفات الدينية، لاسيّما أنّ لدينا الكثير من مراقد أهل البيت (عليهم السلام) التي بإمكان الأهل أخذ الأطفال إليها، وتعريفهم بطريقة قصصية مبتكرة على شخوص أهل البيت (عليهم السلام)، وسيرة حياتهم وطريقة الاقتداء بهم، ومتابعتهم دوريًا من أجل معرفة مع مَن يختلطون، أو متابعة تطوّرهم في مرحلة ما في تصرّفاتهم، ومعرفة الطريقة الصحيحة للحدّ من هذه الظاهرة. .......................................................................... (1)بحار الأنوار: ج١، ص٢٢٤.