رياض الزهراء العدد 198 رسائل ذاتية
إشراقة أمنية
إلى بدر الدجى وخير الورى، حبيب قلوبنا محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وآله).. لا أبجدية تكفي لأكتب لكَ، حيث إنّها المرّة الأولى، إنّها ذكرى ولادتكَ العظيمة وأنا أجهل تمامًا تفاصيل كثيرة عن مولدكَ الشريف، أحتاج إلى الغوص فيها كي أستطيع أن أصل إليكَ في أعماقي.. أنا أحبّكَ كثيرًا يا سيّدي، أشاهد بعض الناس كيف يستشعرون حبّكَ بداخلهم، ويتوسّلون إلى الله سبحانه بكَ، ويوم مولدكَ هو عيدهم، يمجدّونكَ فيه، فأغبطهم لأنّهم نالوا هذه الدرجة عندكَ، مع أنّي لستُ بناكرة للعهد، فإنّي والله على عهدكَ وميثاقكَ وحبّ وصيّكَ، مع هذا أشعر أحيانًا كثيرة بالغربة تستوطنني حين لا أتوسّل إلى الله بكَ، ولا أطلب منكَ إعانتي، ولا أستشعر قربكَ منّي مثلما أستشعر عليًّا وذرّيته (عليهم السلام)! لكنّهم هم نفسكَ، فطالما كنتم نفسًا واحدةً، فما المشكلة إذاً؟ حتمًا لا يوجد خطب: أربّتُ على نفسي بهذه العبارة، ثم أعود لأتآكل من الداخل مجدّدًا، وأغرق في دوّامة، هل أنّ السبب هو في كوني لا أستحقّ؟ فعلًا أنا لا أستحقّ أن أقول إنّي من أمّتكَ يا سيّدي! فلم أكتب لكَ يومًا تهنئة بذكرى مولدكَ، ولم أنظم لكَ بيتًا من الشعر، ولم أذرف دموع الشوق في طرقات الليل لتزهر ربيعًا لوجد وصالكَ، فتحملني ريح الصبا إليكَ في ليلة إسراء ومعراج، تطوف روحي فيها حول ضريحكَ، فتحتضن يداي شبّاككَ بعد أن أناديكَ: أتأذن لي بالدخول إلى أعتابكَ؟ فيدفعني نحوكَ نسيم قادم منكَ رويدًا رويدًا، مخبرًا: إنّه نعم قد أُذن لكِ، وتلك الأمنية قد جعلها ربّكِ حقًّا، فتملؤني المهابة منكَ يا مولاي.. أرجو في يوم مولدكَ الشريف أن تمنحني فرصةً أخرى أحيي فيها الوصال، فأخاطبكَ بعيدًا عن التكلّف، وأستشعر بركاتكَ تلامس فؤادي، فتحييه من عجافه، وأسمو إليكَ في القيامة ضاحكةً مستبشرةً.. وأخيرًا أقول لكَ: مولاي كلّ عام وأنتَ سيّدي وحبيب قلبي.