تَوَاصُلِي

آمال كاظم عبد
عدد المشاهدات : 141

اكتشفت ما أجهله جذب انتباهي اسم لإحدى (اﻟﮕروبات) المجموعات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فدخلت إليه وطلبت الانضمام له؛ لأنّ اسمه كان ينمّ عن التفاؤل وحب الحياة، ويدلّ على أنه خاص بالشباب، لاحظت أن منشورات هذا الكروب متنوعة لا تختص بشيء معين، فجذب انتباهي منشور علمي يقول: (هل تعلم ما هي فائدة الاضطجاع أو النوم على الشق الأيمن (الجانب الأيمن للجسم))؟ إنّ النوم على الجنب الأيمن يخفف ضغط الرئة على القلب، فكما نعلم أنّ القلب يقع على الجانب الأيسر، وإذا نام الإنسان على هذا الجانب الأيسر، فإنه يسبب ضغط الرئة عليه ويعيق عمله، أمّا الكبد الذي يقع على الجانب الأيمن يستقر عمله عند النوم على الجنب الأيمن، وتستقر عليه المعدة براحة ممّا يسهل عمل المعدة وهضم ما بقي فيها من الطعام) وفي نهاية المنشور ذُكرت إحدى وصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الخاصة بهذه المعلومة التي تحثّ على النوم على الجانب الأيمن. فانذهلت حقيقة لأنني أجهل أحاديث نبيّنا (صلى الله عليه وآله) وإشاراته العلميّة التي اكتشفها العلم الحديث الآن، فطفقت أبحث عن هذه المعلومة، فوجدتها في إحدى المواقع فقرأتها واكتشفت أننا نجهل كنزاً علميّاً رصيناً هو في متناول أيدينا، ولكننا أهملناه، ونتيجة لهذا الاكتشاف بدأت بالبحث في مصادر هذه المعلومات عن طريق الرجوع إلى الكتب والمراجع الخاصة بالسيرة النبويّة الشريفة، طبعاً وهذا ما حفّز أصدقائي على أن يبحثوا معي، وكان أن اتفقنا أن نجمع أحاديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) العلميّة وندرجها في منشور مطبوع، وأن نؤسس صفحة على الفيس بوك خاصة بعلم النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، الذي يجهله الكثيرون. ********************************************* الوقت المهدور أقضي جلّ وقتي أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولديّ من الأصدقاء على تلك المواقع ما يفوق العدد الطبيعي، أصبح الجلوس على الانترنيت هو حياتي التي لا أستطيع الاستغناء عنها، فقد أمضي ساعات طوال وفي بعض الأحيان أياماً لا أرى أهلي فيها ولا أشعر إلا بوالدتي تجلب لي الطعام، وتجلس أمامي لكي تتأكد أنني سآكل (ولا أخفيكم سراً كنتُ أتضايق من نظراتها لي وهي ترمقني وكأنها تقول لي إنني اشتقتُ إليك ألم يأن الأوان لتقضي بعض الوقت معي) وما إن تخرج حتى أعود إلى ما كنتُ عليه، ولا أكلف نفسي حتى بالتفكير في احتياج أمي أو أبي أو إخوتي وأخواتي إلى قضاء بعض الوقت معهم. وفي أحد الأيام لاحظتُ أن والدتي لم تجلب لي الطعام كعادتها، ولم أعد أرى أبي في البيت، إلى أن انتبهتُ إلى أختي وهي تؤنبني وتقول لي: (أين أنت؟)، فقلت لها (وأنا مشغول بالانترنيت): ماذا هناك هل حصل شيء؟ أجابتني: نعم لقد حصلت أشياء وليس شيئاً واحداً، إنْ والدي يعاني من مشاكل مادية تعرّض على أثرها إلى انتكاسة صحيّة مما سبب لأمي صدمة، وهما الآن في المشفى. صُعقتُ لدى سماعي هذا الخبر، فقلت لها: هل من المعقول أن يحصل هذا وأنا لا أعلم، لماذا لم يخبرني أحد؟ قالت: لقد ناديناك كثيراً ولم تُجب. هنا تركتُ كلّ شيء وخرجتُ راكضاً إلى المشفى لأرى والدي ووالدتي اللّذين لم أعرف قيمة وجودهما إلى الآن، وقفتُ أمامهما وأنا أقبّل أقدامهما لعلّهما يرضيان عني، وعاهدت والدي بأن أعمل وأعينه على تخطي مشاكله المادية التي لا أعلم عنها شيئاً من جرّاء تقصيري معه.