الدورات الصيفية التي تقيمها الشعب النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة تصنع قائدات المستقبل

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 153

لاهتمام العتبة العبّاسية المقدّسة بإعداد الشخصيات القوية؛ ولأهمّية إعداد الناشئة والشابات لأنّهنَّ أمّهات الغد عن طريق استثمار وقت عطلتهنَّ في الاستفادة من الدورات والورش الغنيّة بالعلم والمعرفة وتطوير المهارات، بادرت شعبة الخطابة الحسينية النسوية إلى فتح دورة (براعم الخطابة الحسينية النسوية) للفتيات من المراحل الابتدائية حتى الجامعية، ضمّت دروسًا عدّة، منها: العقائد، والفقه، وأحكام التلاوة، ودرس الأعمال اليدوية، والرياضة. وقالت مسؤولة شعبة الخطابة الحسينية النسوية/ السيّدة تغريد التميمي للسنة السابعة على التوالي تستمرّ شعبة الخطابة الحسينية النسوية بتوجيه من سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) وبرعايته الأبوية، بإقامة مشروع الدورات الصيفية تحت عنوان (براعم الخطابة الحسينية النسوية)، أطلقنا هذا الاسم لكونه مأخوذًا من الفرع الجديد للشجرة المثمرة لا الصغير، فالدورة تستقبل الفئات العمرية من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة، والخرّيجات وبعض الطالبات الجامعيات كنَّ يحضرنَ دوراتنا وهنَّ في المرحلة الإعدادية، وعندما نجد أولياء الأمور يطلبون ويصرّون على اشتراك بناتهم في الدورات الصيفية، نشعر بأنّها بوادر تبشّر بالخير بأن يكون الأهل حريصين على بناتهم، فغالبًا عندما تأتي النصيحة من الأب أو الأمّ، أي من المحيط الداخلي للفتاة، فهي لا تتقبّلها، بينما لو كانت النصيحة موجّهة من المحيط الخارجي، فهي تعلم أنّه لا يعرف خصوصياتها، فتكون سرعة تقبّلها لها أكثر؛ لذلك يتّصل بنا بعض أولياء الأمور ليخبرونا عن المشكلة التي تعاني منها ابنتهم؛ لنعالج نحن المشكلة؛ لأنّنا سنؤثّر فيها، فنقوم بتسليط الضوء عليها في أثناء الدروس لمعالجتها، وكلّ عام نحاول إضافة أمور جديدة، فنضع قواعد لتحسين الأداء للمناهج والملاكات التدريسية، ونقوم بعمل دراسة جدوى عامّة لكلّ الدورة؛ لتحديد الأمور السلبية والإيجابية، فكلّ عمل يحتاج إلى التقييم، فنعمل على معالجة السلبيات، ولا يوجد عمل من غير إخفاق حتى لو كان بسيطًا، وعلى أثر هذا التقييم قمنا بتوزيع الطالبات بحسب الفئة العمرية على عكس السنوات السابقة التي كنا نوزّع فيها الطالبات بحسب المراحل الدراسية؛ حتى لا تشعر مَن اضطرّت إلى ترك الدراسة في مرحلة معيّنة، أنّها أقلّ من زميلاتها، بخاصّة أنّ المواضيع المطروحة عامّة وتكون مؤثّرة في الطالبات جميعهنَّ، وأقمنا الدورات في مجموعة العميد التعليمية، وبلغ عدد الطالبات ما يقارب (1000) طالبة بفئاتهنَّ العمرية المختلفة. وقالت مسؤولة شعبة تقييم الأداء في مكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية/ الحاجة أمّ زهراء: عندما ننظر لمشروع ما، ففي البداية نرى هدف المشروع، وننظر إلى الخطوط العريضة له التي تحمل النظرة المستقبلية، لابدّ من يكون فيها نظرة واقعية، فلمّا ننظر لهذا المشروع تنفرج أساريرنا رضًا به لأمرين: الأول: انتشرت في المجتمع حالة صحّية من قِبل الأُسر، فعندما يعمد الأهل إلى تسجيل أسماء أولادهم في دورات كهذه لينتشلوهم من الأفكار المضادّة، فهذا يعني وجود عناية إلهية، وتوفيق إلهي للعوائل، ووجدنا الفتيات بناتهم يحملنَ شوق التعلّم، وهذه بشارة للمستقبل تنبئ بالقضاء على الأفكار الدخيلة المنحرفة. وأوضحت بعض الأستاذات اللاتي قدّمنَ الدروس ما تناولته الدورات، إذ قالت أسيل عبد عون/ مدرّسة مادّة العقائد: دورة (براعم الخطابة الحسينية النسوية) هي دورة للفئة العمرية التي تبدأ من عمر (9) سنوات حتى عمر (20) سنة تقريبًا، ومن الجميل أن نرى بنات في ريعان الشباب تاركات عطلتهنَّ الصيفية، ومعرضات عن الهواتف الذكية؛ ليحضرنَ إلى الدورة التي تبدأ في الساعة (1) ظهرًا، وكان هدفنا من هذه الدورة هو أن نخلق جيلًا واعيًا، مثقّفًا، ومشمولًا بتنمية شاملة. وقالت أمّ مريم الشاميّ/ مدرّسة الأعمال اليدوية والخياطة: أحبّ أن تتعلّم الطالبة مهنةً تصنع شخصيتها وتستفيد منها، وأحبّ أن تكون الفتيات نساء صانعات، وأوضحت: نحن نقدّم للفتيات دروسًا في الأعمال اليدوية المتنوّعة، من الخياطة، والحياكة، والتطريز، لكن ما نريده من الطالبة هو أن تمتلك الإرادة، فأنا مثلًا لا أقدّم شيئًا لوحدي إن لم تشاركني الفتيات؛ لأنّ هناك طاقة خفيّة، طاقة نووية، نحتاج من كلّ واحدة استثمارها. وعند استطلاع رأي بعض الطالبات المشاركات، قالت غدير عقيل/ الصفّ الثالث المتوسّط: استفدنا كثيرًا من مشاركتنا في الدورات الصيفية، وتعلّمنا عدّة دروس، من ضمنها دروس في الأخلاق، وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وأحكام التلاوة، والعقائد، والفقه، وكان أسلوب التدريس جميلًا ومؤثّرًا، إضافة إلى تنمية مواهبنا واحتضانها، فاستثمرنا وقت العطلة بما ينفعنا. وقالت الطالبة زهراء سلام/ الصفّ الخامس الإعدادي: أشكر أهلي لأنّهم جعلوني أحضر هذه الدورات، فتعلّمت أشياء كثيرة ما كنتُ أعرفها، معلومات في الفقه والعقائد وتلاوة القرآن والأطوار، حيث كنتُ أقرأ القرآن بصورة خاطئة، وهنا تعلّمت القراءة بصورة صحيحة، وأشكر العتبة العبّاسية المقدّسة والمدرّسات لتوفيرهم هذه الفرصة مع وسائل النقل. وبيّنت أستاذة مادّة الإرشاد التربوي زهراء عيسى قائلةً: في أثناء تقديمي لدرس الإرشاد، وجدتُ الطالبات يعانين من بعض المشاكل، فطرحتُ الحلول ووجدتُ لدى الطالبات استجابة جميلة ولمستُ النتائج، وكانت كلّ مرحلة تواجه مشاكل معيّنة، لكنّ الأثر الأكبر كان في المراهقات. وأٌقيم حفل ختام الدورات الصيفية لشعبة الخطابة الحسينية النسوية في مجمّع الشيخ الكليني (قدّس) الذي ضمّت قاعته أكثر من (1000) طالبة، التي استمرّت (3) أشهر. وأوكلت إدارة شعبة الخطابة الحسينية النسوية تنظيم فقرات الحفل وإعداده إلى طالبات الدورة، فكانت عرافة الحفل والفقرات الأخرى كلّها بمشاركة الطالبات وتقديمهنَّ، فكان حفلًا مميّزًا يدلّ على قدرة الطالبات على تنظيم الفقرات وتقديمها. وعلى صعيد آخر بادرت شعبة التوجيه الديني النسوي في العتبة العبّاسية المقدّسة إلى فتح دورة صيفية للناشئة والشابات بعنوان (عين الحياة)، وأوضحت مسؤولة الشعبة السيّدة عذراء عبّاس الشامي بشأن الدورة قائلة: إنّ دورات صيفية كهذه مهمّة جدًا لهذه الفئات العمرية؛ كي نشغل أوقات فراغها ونقدّم لها الفائدة والعلم النافع؛ لأنّنا نشهد حربًا فكريةً تُشنّ على جيل الشباب، ولابدّ من أن نواجه هذه الحرب، فاستقطبنا الفئات العمرية (9ـ15) سنة، ومثلما هو معلوم أنّ فئة الـ(9) سنوات تحتاج إلى جهد أكبر لينضبطوا، ومن المهمّ تعليمهم، وقد بلغ عدد الطالبات المشاركات في الدورة (100) طالبة، وركّزنا في الدورة على تقديم الدروس المهمّة، ولأنّ مدّة الدورة قصيرة، اخترنا تعليم قراءة سورة الفاتحة بالشكل الصحيح؛ لتتمّ صلاتهنَّ من دون أخطاء، وقمنا بتوزيع الطالبات على حلقتين: الأولى: (9ـ11) سنوات. الثانية: (11ـ15) سنة. والموادّ التي قدّمناها هي: الفقه، والعقائد، وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، ودرس الأخلاق ودرس القرآن، مع اختلاف الطرح بحسب الفئات العمرية، وحرصنا في هذه الدورة على تقديم ما ينفعهنَّ أكثر، وكان هناك تعاون مع شعبة الطفولة، إذ أمدّونا بقصص الأطفال لتوزيعها على الطالبات بهدف تشجيعهنَّ على المطالعة، حيث يقرأنَ القصّة ثم نسألهنَّ في اليوم الثاني عمّا استلهمنَه من عِبر، أمّا الفئة الأكبر سنًّا من الطالبات، فوزّعنا عليهنَّ كتيّبات خاصّة بسنّ التكليف الشرعي، وتكلّفهنَّ المدرّسات بالبحث حول الموضوع لتعليمهنَّ طريقة البحث والاستفادة من المعلومات، والتزوّد من الإنترنت بالمعلومة النافعة بالشكل الصحيح. وتحدّثت الأستاذة وفاء الياسريّ من الشعبة ذاتها عن مشاركتها في تقديم الدروس قائلة: إنّ دورة (عين الحياة) بنسختها الثانية استوعبت أكبر عدد من الفتيات في المحافظة، وإلى جانب الموادّ الأخرى، نقدّم القصص الأخلاقية بشكل تفاعلي، مرّة على شكل سؤال وجواب، ومرّة بشكل مقطع تمثيلي أو سرد قصّة، ومن القصّة نستخلص عِبرة معيّنة لنستفيد منها في حياتنا، إضافة إلى بعض المواضيع التنموية كالحديث عن الشخصية الناجحة والثقة بالنفس، وغيرها من المواضيع التي تنمّي قدراتهنَّ ومواهبهنَّ. أمّا الطالبات المشاركات في دورة (عين الحياة)، فعبّرنَ عن شوقهنَّ وسعادتهنَّ بحضورهنَّ ومشاركتهنَّ في الدورة، حيث قالت الطالبة حوراء محمّد مكّي البالغة من العمر (10) سنوات: تعلّمتُ في هذه الدورة قراءة القرآن مع الحركات، والكتابة، وأصول الدين، واستمتعتُ بالمسابقات، وقراءة القصص، والمفاهيم الأخلاقية، وهذه أجمل دورة أشترك فيها. وقالت لجين حسام البالغة من العمر (9) سنوات: تعلّمنا قراءة سورة (الفاتحة) بالشكل الصحيح مع الحركات، وحفظنا (آية الكرسي)، وتعلّمنا بعض الأعمال الفنّية كالرسم، وتعلّمنا فروع الدين، وأمورًا كثيرةً أخرى، وأنصح صديقاتي بأن يشتركنَ في هذه الدورة في السنة القادمة. وقالت ملاك حامد (11) سنة: كنتُ أتوضّأ بصورة خاطئة، والآن تعلّمتُ الوضوء بشكل صحيح، وتعلّمت الصلاة وقراءة سورة الفاتحة، وسأعلّم صديقاتي ما تعلّمته من تلاوة القرآن الكريم والصلاة. أمّا نرجس حسين محمّد (13) سنة، فقالت: تعلّمتُ قراءة القرآن الكريم، وتعلّمتُ أيضًا قراءة سورة الفاتحة بطريقة صحيحة، وإنّ المشاركة في دورات كهذه والاستفادة منها، أفضل من الجلوس في البيت. تخرّجنَ من هذه الدورات قائدات يمتلكنَ القوة لمواجهة التيارات الضالّة.