رياض الزهراء العدد 199 الملف التعليمي
التعليم بين الحاضر والماضي
في السنوات الأخيرة شهد التعليم طفرة نوعية في كلّ المجالات على مستوى العالم، فتنصّلت بعض الجامعات العريقة من الأساليب القديمة، وحاولت انتهاج أساليب حديثة تتوافق وثورة التكنولوجيا الحديثة، ولهذا الأمر من وجهة نظر المتخصّصين أهمّية قصوى في سير ركب التعليم، وتقليل الجهد، واستثمار أيّ وسيلة ترتقي بالتعليم وما يرتبط به؛ ولذا نجد الجامعات في سباق مستمرّ لتطوير أبنيتها وبُناها التحتية وتأهيلها، والتوسّل بالتقنيات الحديثة التي تتواءم مع ذهنية الطالب اليوم، وإحدى المستحدثات التي فرضتها ظروف الوقاية من العدوى الفايروسية وانتشار فايروس كورونا هو التعليم الإلكتروني على مستوى العراق والعالم، وقد خاضت المجتمعات هذه التجربة التي ترشحت عنها سلبيات وإيجابيات لا يمكن التغاضي عنها، لكن سلبياتها ويا للأسف طغت على إيجابياتها؛ لما فيها من تسهيل عملية الغشّ الدراسي الذي يؤدّي إلى نجاح بعض الطلاب ممّن لم يكن يبذل جهدًا في الدراسة، ومن ثم زيادة نسبة النجاح العالية التي لا يمكن أن نعتمد عليها لمعرفة مدى نجاح العملية التعليمية الإلكترونية، وتقييم مستوى الأستاذ وأدائه الحقيقي والفعلي، فضلًا عن أنّ بعض الموادّ الدراسية لا يمكن أن تُقدّم بصورة صحيحة ما لم يتمّ التعايش معها واقعيًا، هذا من جانب ومن جانب آخر لا ننكر فضيلة التكنولوجيا بصورة عامة في إضفاء نوع من الإتقان على مناهج التعليم وسبله التي بدت قديمة لا تصلح لهذا الزمن الذي وصلت إليه الدول المتقدّمة من مستويات عالية في التعليم والإفادة من الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي طوّرت من ذهنية المتعلّم، وسهّلت الأمر على المعلّم والأستاذ بصورة عامة، فضلًا عن إدخال مناهج حديثة تتوافق مع الذهنية المتّقدة لطلاب اليوم، بخاصّة في مجال التطبيقات والحاسوب وبرامج الهواتف الذكية، ممّا قلّلت من الجهد والوقت المبذول، إلّا أنّها مثلما أسلفنا سلاح ذو حدّين، يحتاج إلى استعمال متقن، وفيها قواعد صارمة من قِبل الإدارة التعليمية والطلاب؛ والسبب عدم تشتيت ذهن الطالب في أكثر من نافذة قد تشغله عن أداء واجباته بصورة صحيحة ومتقنة.