السيدة آسيا بنت مزاحم

أزهار عبد الجبار الخفاجي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 206

قال الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) (التحريم:11). ورد في الروايات الشريفة أنّ اسم امرأة فرعون آسيا بنت مزاحم، وقد آمنت بالله وكتبه ورسله، وكفرت بألوهية فرعون، فهدّدها بالقتل، فآثرت مرضاة الله ونعيمه على ملك فرعون وسلطانه، إذ كانت في مقام الملكة لشعبها، وكانت الدنيا بكلّ زخارفها وزينتها وملذّاتها تحت قدميها، لكنّها رفضت ذلك كلّه عندما اكتشفت الإيمان بالله، فعاشت في خطّ العبودية له، وذاقت طعم مناجاته في حالة الخشوع الروحي والخضوع الجسدي في لحظات السجود الذي كان يرتفع بروحها إلى الدرجات الروحانية العليا في رحاب الله تعالى، فاحتقرت زوجها وملكه، وكلّ الخاضعين له، وتركت كلّ ما كانت فيه من الترف والزينة، وصرخت مستغيثةً بالله تعالى: (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11)، فنجدها المثال الحيّ للمرأة القويّة التي اجتمعت فيها كلّ عناصر القوّة، من الروحية العالية، والإرادة الحديدية، والوعي العميق لكلّ خلفيات الواقع الفاسد الذي يحيط بها. ........................................................................ أسئلة اللغز: س1- ما الدرس المستفاد من هذه القصّة؟ س2- في سورة (التحريم) عرض الله تعالى قصّة السيّدة (آسيا) بضرب الأمثال، لماذا؟ س3- طلبت السيّدة (آسيا) من الله تعالى أمورًا، فما هي؟ س4- تقول الآية الشريفة: (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ)، لماذا طلبت السيّدة (آسيا) أن ينجّيها الله تعالى من فرعون، ثم قالت (وعمله)، ألا يكفي أن تقول أن ينجّيها من فرعون فيشمل ذلك عمله أيضًا؟ ........................................ أجوبة اللغز السابق: ج س1: الخيانة بكفرها وتكذيبه وعدم الإيمان برسالته، وليس الفاحشة، وكانت تخبر أعداءه عن كلّ تحرّكاته(1). ج س2: كلّا؛ لأنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو التقوى، وليس القرب من الأنبياء(2). ج س3: يُعدّ إفشاء السرّ من الخيانة الكبيرة، وأنّ حفظ السرّ والمحافظة عليه وعدم إفشائه ليس فقط من صفات المؤمنين، بل هي صفة ينبغي توافرها في كلّ إنسان، وتتجلّى أهمّية هذه الصفة مع الأصدقاء والأقرباء، بخاصّة بين الزوج والزوجة(3). .............................. (1)قصص النساء في القرآن: ص70. (2)المصدر نفسه: ص75. (3)تفسير الأمثل: ج18، ص286.