عرض تلفزيوني

آيات مالك الخطيب/ كربلاء المقدّسة رسوم: فاطمة نعيم الركابي/ذي قار
عدد المشاهدات : 233

في ليلة عاصفة مظلمة، البرق فيها يضيء السماء والرعد يهدّ الأرض، في إحدى المدن الصغيرة، كان هناك منزل صغير يحاول مقاومة هذا الظلام بإنارته، ففي الطابق العلوي من المنزل، كانت نرجس التي تبلغ من العمر (8) سنوات تكتب واجباتها المدرسية استعدادًا لليوم التالي، وفجأةً ازداد صوت الرعد، ففزعت نرجس وهُرعت إلى أحضان والدتها، قائلةً: ـ أمّي، أمّي! أنا خائفة، أريد أن أكون بجانبكِ، فالرعد يرعبني، أريد أن أشاهد التلفزيون معكِ لأنسى خوفي. ـ الأمّ: تعالي يا صغيرتي، لا تخافي، إنّه مجرد صوت، وليس هناك ما يدعو للخوف. ـ نرجس: أمّي، أنا خائفة من الرعد. ـ الأمّ: اجلسي بجانبي وسنشاهد التلفاز معًا، وستنسين خوفكِ، وبعد أن أنهت الأمّ حديثها، جلست نرجس بجانبها وهي تتنقّل بين القنوات باحثة عن برنامج قد يعجبها. ـ نرجس: يا أمّي، هل يمكنك العودة إلى القناة السابقة؟ رأيتُ فتيات يحتفلنَ، أريد أن أشاهدهنَّ. ـ الأمّ: حسنًا يا طفلتي، سأعود إلى القناة السابقة لنرى الحفل التكريمي للفتيات الصغيرات. ـ نرجس: يا أمّي، ما أجمل هذه الفتيات، يبدونَ كأنّهنَّ زهور في الحديقة، ماذا يحدث هناك؟ ـ الأمّ: يبدو أنّ هذه السيّدة معلّمتهنَّ، وهي تكرّم الفتيات لأنّهنَّ وصلن إلى سنّ التكليف الشرعي. ـ نرجس: ماذا تقصدين بسنّ التكليف يا أمّي؟ ـ الأمّ: إنّ الله خلقنا لسبب وغاية، وأمرنا بطاعته واجتناب معاصيه، وإنّ بلوغ سنّ التكليف يعني أنّ الفتاة صارت ملزمة بأداء الفرائض كباقي الناس، ومثلما علّمتكِ سابقًا كيفية الصلاة، وصمتِ شهر رمضان بصورة متقطّعة، فسنّ التكليف يعني أنّكِ ستصبحين مكلّفة وملزمة بأداء هذه الفرائض مثلما نحن نفعل الآن، ولابدّ من أن تتقنيها؛ لأنّها ستكون واجبات شرعية تُحاسبين عليها مثلما تُثابين على الأمور الحَسَنة التي تفعلينها، والآن ياعزيزتي، ألا تشعرين بالنعاس؟ أظنّ أنّ المطر توقّف وهدأت الأجواء. ـ نرجس: بلى يا أمّي، سأخلد إلى النوم الآن، شكرًا لكِ على كلّ شيء، عمتِ مساءً يا أمّي. ـ الأمّ: على الرحب والسعة يا حبيبتي، اذهبي إلى مضجعكِ وتدثّري جيدًا، طابت ليلتكِ.