ابنتي والطلاق
بنيّتي الحبيبة: إن أردتِ النجاح في حياتكِ، والتوفيق في مسيرتكِ، فضعي زوجكِ في حدقات عينيكِ، واحرصي على إسعادهِ قدر استطاعتكِ، وسخّري لذلك جلّ وقتكِ، وتوسّلي بخالقكِ أن يسدّد خطواتكِ، واستعيني به؛ لبثّ الدفء في أرجاء منزلكِ، وإياكِ وترديد كلمة (الطلاق)، فقد تختلف الآراء والأذواق، وتشعرين بنفاد رصيد المودّة وجفاف شجرة الأشواق، لكن عليكِ بالثبات وعدم الفرار، والسعي لترتيب الأمور من جديد حتى الفوز بالهناء والاستقرار، عالجي مشكلاتكِ من جذورها، واقضي على خلافاتكِ في مهدها، ورمّمي الصدع الذي طرأ على حياتكِ. بنيّتي الغالية: كوني واعية، فالحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة من دون مطبّات أو خلافات، فهي مزيج من الألم والأمل، والنجاح والفشل، وهي بتقلّبها هذا تتطلّب ذكاءً في التعامل، وحكمة في التصرّف، ودقّة في انتخاب الموقف الأمثل الذي يفضي إلى حلّ مناسب يجعل سير حياتكِ أجمل، فإنّ أغلب المشكلات التي تحدث في بيوتنا يا عزيزتي هي من جرّاء عدم التزامنا بتعاليم الإسلام، وعدم رجوعنا إلى وصايا أهل البيت (عليهم السلام)، ولجوء أغلبنا إلى جهات غير سليمة، تغذّي أفكارنا بسمومها وأطروحاتها المشؤومة، مثلما أنّ الكثير من مشكلاتنا سببها عدم فهمنا لطبيعة الاختلاف بيننا بصفتنا أزواجًا تجمعنا حياة مشتركة، إذ نفهم ما يقوم به الآخر في ضوء التصوّر الذي نحمله، والفهم الخاطئ الذي نعتقد به، فتنشأ المشكلة، وتغادر السعادة ويحلّ الفقر في المشاعر، وترحل البركة. وفي أحيان كثيرة تنشأ المشكلات بسبب غياب الثقافة التي تستمرّ بها الحياة، كانعدام ثقافة الشكر والامتنان، والتقدير والاحترام، والاعتذار عن الخطأ. بنيّتي الغالية: إن حدثت أيّ مشكلة في حياتكِ، فعليكِ تحديد السبب؛ لتجدي الحلّ الأنسب، وحاولي الاتّفاق مع زوجكِ على حلّ مشكلاتكما بينكما، وعدم السماح لأحد بالتدخّل في شأنكما، وإن ضاقت بكما الدنيا ولم تتوصّلا إلى حلّ يرضيكما، فعليكما باللجوء إلى أهل المعرفة لإرشادكما. اهتمّا ببعضكما، وغيّرا رتابة حياتكما بقراءة كتب تنفعكما، أو تخصيص وقت يزيد من مساحات التوافق بينكما، ولا تتخاصما طويلًا، ولا تتّخذا أيّ قرار عند توتّركما وعصبيتكما، ولتكن لكما جلسة ثابتة ولو في الشهر مرّة للنقاش والحوار في كلّ ما يهمّكما. جدّدا الودّ بينكما دومًا بطيب الكلمات، وجميل الهدايا والمفاجآت، وضَعا في حسابكما أنّ الزواج شراكة عمر ومشروع حياة، فينبغي أن تتكاتفا لينجح، وتضحّيا لينمو، وتصبرا كثيرًا ليثمر. فيا شجرة عمري الباسقة، واصلي كفاحكِ، واجعلي شمس سعادتكِ ساطعةً مشرقةً.