رياض الزهراء العدد 199 رسائل ذاتية
فضفضة لجين
مرحبًا يا سيّدة العواصف، والمشاعر الرقيقة الراقية، اشتقتُ إليكِ كثيرًا، فمنذ أمد لم نتبادل خواطر الحديث، فكيف أصبحتِ، وكيف أمسيتِ؟ أشعر بانتكاستكِ كثيرًا، ولعلّ السبب هي التغيّرات التي طرأت على حياتكِ فجعلتكِ هكذا، لا بأس عليكِ، فستنهضين من هذا أيضًا، فقط اعرفي قيمة نفسكِ، فلله درّكِ، أنتِ سيّدة تستحقّين الأفضل من كلّ شيء؛ لأنّكِ لا تشبهين أحدًا في تفاصيلكِ، ولا أحد يشبهكِ، استثنائية أنتِ ورائعة ومتميّزة، ينقصك فقط توكيد هذه الأشياء عن طريق تردديها كلّ صباح، يقولون إنّ الرسائل الصباحية تشكّل حافزًا كبيرًا للإنسان الذي يكتب لنفسه؛ لتكون القوة المسيّرة ليومه؛ لذلك اكتبي أيّتها النقية، المرأة المثالية، اكتبي ولا تنقطعي عن الكتابة، لا تدعي العواصف تسيّركِ وأنتِ سيّدتها، أنتِ سيّدة أمركِ وسيّدة حياتكِ، انتبهي لطرائق تفكيركِ، فهناك جانب قد بدأ يشرق لديك وهو طريقة تخطيطكِ لمستقبل زاهر تنعمين فيه بالاستقلال، وأنتِ قد وصلتُ إلى الاتّزان الذاتي وستصلين إلى الاتّزان العاطفي. حاذري أن تولي اهتمامكِ لمَن لا يستحقّ أو يحترم مشاعركِ، فالنفوس عزيزة نقطة لا بدّ من أن ينتهي عندها كلّ شخص لم يقدّرها، أنتِ امرأة خُلقت لتبدع، لتزدهر، لتتألّق، لتترك أثرًا جميلًا، لتشاهد العالم من العمق، وخلف الكواليس لستِ بامرأة تضعف عند عتبة الحياة، وأنتِ أيقونة الحياة، أحبّي ذاتكِ واهتمّي بها، وسيأتي ما هو لكِ طواعية وإن حال بينكِ وبينه كلّ العالم. عزّزي طاقاتكِ حتى وإن أفلتت الأمور من بين يديكِ، وإن فقدتِ توازنكِ حاربي من جديد وستحصلين عليه، وهذه المرّة ستكون أسهل؛ لأنّكِ لا تبدئين من الصفر، بل تبدئين من التجربة، فدمتِ بودّ سيّدتي الراقية.