المَرأةُ بينَ الدّستُورِ والشّريعَة_حقّ الحب والمعاشرة الحسنة

زينب شعيب
عدد المشاهدات : 128

ربّما يستغرب بعضهم من كلمة الحبّ، ويشعر الآخر بالحياء ويستنكر ثالث ذلك على المرأة هنا نذكر كلمات الله (سبحانه وتعالى): (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)/ (الروم:21)، وقوله تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ)/ (الأنفال:63)، وقوله المبارك: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)/ (آل عمران:31)، وقال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ)/ (آل عمران:14).. في الآيات المباركة حديث للإنسان ليس لجنس من دون آخر، فنفهم أولاً أنّ الحبّ هو أساس وشعور أودعه الله تعالى في النفس البشرية، ولذا لا يمكن اعتباره ممنوعاً أو غير مسموح به، بشرط أن يكون بما ينضبط مع مفردات دستور الشريعة الإسلامية، فمن حقّ المرأة أن تحبّ وتمتع نفسها بهذا الإحساس والشعور، لكن لابدّ من الانتباه إلى أن لا يتعدى هذا الحب حبّ الله تعالى، فيتحول إلى إشراك لا سامح الله. الزوج والزوجة شركاء، وما العقد الذي يربطهما إلّا أنه نوع من أنواع الشراكة، والسؤال هل في الشراكة حقوق لطرف من دون الآخر؟ فمثلما يحقّ للرجل أن يحبّ زوجته يحقّ لها أن تحبّه وتعيش معه أجواء ألفة وعاطفة وأشواق. ما يحدث في بعض المجتمعات وللأسف هو رفض لإحساس المرأة بالحبّ، حتى الزوج نفسه يرفض أن يتقبل الحب من زوجته، وهذا ما يحوّل العلاقة بينهما إلى مصالح مادية بحته. أباح الدين أن تحبّ المرأة زوجها، بل جعل هذا من الضروريات، والعُرف لا يبالي ولا يهتم بأدنى مشاعر للنساء، وحتى الزوج بعض الأحيان لا تشكل له مشاعر الحبّ من قِبل زوجته أدنى شيء فنجده يغضب لأدنى شيء، منها كزوجة أو مربية في المنزل، فيخاصمها كحبيبة أو يطلب منها الذهاب وترك المنزل، ثم إننا نجد بعض الرجال منهمكين في العمل أعانهم الله أو العلاقات الاجتماعية وهو شيء جيّد، لكن ليس على حساب الزوجة الحبيبة فمن حقها أن تحبّ زوجها، ومن حقها الاهتمام بمشاعرها واحترامها، وكذلك المعاشرة الزوجية. يُطالب العرف المرأة بالاستجابة الدائمة للزوج فيما يخصّ الحقوق الزوجية وهو موضوع واجب شرعاً، لكن أليس للمرأة حقوق زوجية؟ من حقّ المرأة على زوجها تلبية حاجاتها العاطفية والنفسية، والساكت عن الحقّ شيطان أخرس فلابدّ من أن تطالبي سيّدتي بحقكِ كقارورة العطر الفوّاحة، لا تتركي الحقوق حتى إذا ما مُنحت صارت صدقات يمنّ بها آدم على حواء.