جمال الرّوحِ

ليلى عبّاس الحلال/ البحرين
عدد المشاهدات : 61

قد ينظر المرء إلى نفسه في المرآة وحين يرى بعض الجمال على ملامح وجهه يناله العُجب، فلا يعلم أنّ الجمال الحقيقي هو ما ينعكس وهج نوره الداخلي على مَن حوله، فيضيء بجمال روحه وخُلُقه، فيكون جاذبًا لهم بوميض روحه. ويكون الإنسان جميلًا حين تشعّ روحه بنور المكارم والفضائل، فكلّما ازدانت خُلقًا ازدادت جمالًا. فلتكنْ روحكِ معطاء؛ لتكوني آسرةً لقلوب الجميع، واحتسبي شكر عطائكِ عند الله (عزّ وجلّ)، يكن لروحكِ حينها رونق خاصّ، فالعطاء له أثره في ارتقاء الروح، فكوني ذات عطاء وستزدادين جمالًا، فالروح هي الجوهر، فدعي جوهركِ يزداد لمعانًا ونورًا باتّصالها بنور محمّد وآل محمّد (صلّى الله عليهم أجمعين)، وتقرّبي من تلك الأنوار الإلهية، فهم النور الأكمل، وكلّما تقرّبتِ أكثر انعكس عليكِ من ذلك النور، فتصبحين ذات طهر وسموّ، واتّصلي بنور الزمان، نور الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)؛ لتثمر المهدوية في روحكِ وفي روح كلّ مَن يعرفكِ، فكوني متّصلةً بإمام زمانكِ لتشعّ الجاذبية منكِ هالةً من نور، وتعطّري من شذاه ليكون لروحكِ عطر ملائكي، فكلّما تقرّبتِ من هذا النور تكاملت روحكِ وترفّعت عن طينتها الأرضية، فالروح تستسقي جمالها من محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، فهم الجمال الحقيقي.