رياض الزهراء العدد 201 تاج الأصحاء
أضرار استخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب المتخصص
إن الإنسان معرض للإصابة بمختلف الأمراض؛ لذا فهو يحتاج إلى أدوية معينة بحسب مرضه لتخفيف الألم عنه والمساعدة على شفائه، لكن هذه الأدوية مثلما لها فوائد فهي قادرة على أن تسبب أمراضًا أخرى إلى الحد الذي لا يمكن الشفاء منها، وذلك بسبب الاستخدام الخاطئ، أو المفرط، أو من دون مراجعة الطبيب المتخصص، فالكثير من المرضى يلجؤون إلى شراء الأدوية من الصيدليات بدون وصفة طبية بسبب ضعف الحالة المادية وعدم قدرتهم على الدفع إلى الطبيب، ومن ثم الإصابة بالعديد من الأعراض الجانبية الأخرى، أو تفاقم حالة المريض، مما يضطره في نهاية المطاف إلى زيارة الطبيب بعد أن ازدادت حالته سوءًا، وبعض المرضى يستخدمون الدواء الذي يتناوله غيرهم من أقربائهم أو أصدقائهم أو أحد أفراد الأسرة، بذريعة أنهم جميعًا يشتركون بالأعراض نفسها، وهذا جرم يقترفه هؤلاء بحق صحتهم؛ لأنهم لا يعلمون أن كل شخص له مناعة تختلف عن الآخر، فبإمكان دواء ما أن يضعف مناعتهم، ويصيبهم بأمراض أخرى، أو التسبب بمرض معين لا يعلم به المريض نفسه، وعند أخذ الأدوية بشكل عشوائي فإنه يضر أو يزيد من أعراض ذاك المرض، وبذلك تتفاقم حالته وتزداد خطورة. ومن الأدوية التي يكثر استخدامها بدون وصفة طبية وبجرع أكثر من (4غ) في اليوم الواحد هي الـ(باراسيتامول) والـ(إيبوبروفين)، ودواعي استعمالهما خفض درجة الحرارة، وتسكين الآلام كالصداع وألم المفاصل، وأهم الأعراض التي تسببها الجرعة الزائدة منهما، الإضرار بالكبد والكليتين؛ لأن وظيفة الكبد تكسير الأدوية في مجرى الدم وما ينتح عنها من سموم، والإفراط بأخذ الأدوية يتلف الكبد، ويجعله غير قادر على تجديد خلاياه، كذلك الاستخدام العشوائي لعلاج الـ(ديكساميثازون) له تأثير سلبي في أعضاء الجسم، بخاصة العين؛ لأنه يسبب ارتفاع الضغط داخل العين، فضلًا عن إحداثه نوعًا من الماء الأبيض. إن الكثير من الأدوية الكيماوية تسبب القرحة في المعدة، أو حدوث التهابات شديدة، أي أنها تهدد الجهاز الهضمي؛ لذا ننصح المرضى بالاستخدام الأمثل للعلاج وتحت إشراف الطبيب؛ لكي لا يؤثر سلبًا في صحتهم، مثلما على المعنيين مراعاة حال المرضى من الناحية المادية والاهتمام بهم.