ساحل الحب

علا حسين العامريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 108

إلى أبي وقلبي النابض بالحياة: أخط أحرفي لك بعبق الورد والياسمين المسقية من نبع الوجد؛ لأهتف بأعلى صوتي: أحبك أبي.. هذه الجملة التي لم أتجرأ على البوح بها بعد، لكني حقًا ممتنةً لوجودك، أشكر الله كثيرًا لأنه منحني عطفك وحنانك، فغرست بداخلي بذرةً صالحةً، سقتها دعواتك؛ لتنمو ثمرةً ناضجةً سدومةً، فحين علمتني أن أقف شامخةً بوجه العاصفة كالجبال، أحتضن أمواج البحر الغاضبة بساحل الحب، أسمق مع الطيور فوق غيوم وردية وبداخلي إعصار صاخب من الدموع يهطل غيوثًا على أرض شديدة الجفاف، فقد كنت أتحلى بعزمك، وأرتشف ترياق الطاقة من فنجان قوتك، حين شهدت وقوفك بعد كل وعثاء في الحياة، ففي كل مرة كنت فيها قويًا من الداخل، كمن يخرج للتو من معركته منتصرًا. واليوم بعد تحقيقي جزءًا من أحلامي، أفتخر بنفسي لأني ابنتك، وأقول بكل اعتزاز: وراء كل فتاة ناجحة أب علمها كيف تقف شامخةً بمفردها في كل مرة توشك فيها على السقوط؛ كي تتذوق نكهة النجاح، لكنه في الوقت نفسه لا يفلت يدها. لا أعلم إنْ كان الشكر يوفي أبسط حقوقك علي؛ لكني سعيدة حقا لأني أحمل اسمك، وأدعو الله كثيرًا أن يحفظك لي، ويمد في عمرك، ويرزقك عافية دائمة باقية في الدين والدنيا، وشفاعة نبيه (صلى الله عليه وآله) في الآخرة.. لا تنسني من خالص دعواتك.. ابنتك المحبة.. العنوان: الجزء الأيسر من قفصي الصدري.. التاريخ: في غرة شهر الوداد..