"اعلموا أني فاطمة"
رزء يجلجل في الزمان.. فما يقول أيصيح جهرًا سائلًا: أين البتول؟ والدمع يحفر في المشاعر معبرًا للآه، للأوجاع يا قلب الرسول.. إنا فتحنا للعزاء صدورنا فتحًا وللزهراء أحزان تطول لا شيء يجبر ذا المصاب وإن تعاقبت المآتم والمواسم والفصول قول "اعلموا أني لفاطمة" البتولة قد بقى في كل ذاكرةٍ يجول وعلى مدى الأصداء رجع أنينها ويعود ذات الجرس يسأل في ذهول أحسيكة الخذلان أوقد جمرها؟! والفتنة العوراء قادحها مهول وجريمة المسمار كادت تلفظ الأنفاس من شر ومن شررٍ وبيل الريح تعوي والجراح تئن من حنثٍ ومن خبثٍ ومن غدرٍ طويل صخب يدوي من فم الأحقاب لم يبق هنا غير المآسي والرحيل وهنا الغصون تكسرت وتعفرت والمسك من أوداجها قسرًا يسيل أحنى التراب على الزهور ضلوعه وكذا السماء على مواجعها تميل وا محسناه وصوت قارعةٍ تؤز الأرض من وأدٍ ومن خطبٍ جليل وا كوثراه نمت على دربٍ تكربل بالمآسي والمصائب والعويل وا حيدراه تجر أذيال الأسى ويشب في كبد الرسالات الفتيل هـذا وعهد الله غض، ويحهم لم يحفظوا للمصطفى بعض الجميل ومضت وذات الوجد يحرق قلبها والقبر مخبوء ومخفي الدليل لن يدركوا أثرًا ليعترفوا لها بالبغي بالإجحاف والظلم الثقيل يتنهد التاريخ عند ضريحها والدهر أصبح من مصائبها قتيل ونظل نسأل من سيؤوينا إذا شب السؤال، فهل لكوثرنا سبيل؟ (إنا صدقناك) تضيء حقيقة الوجدان ترعى من فصائلها فصيل ومضت قرون والمصاب هو المصاب ونحن ننتظر البيارق والصهيل ومضت قرون والدخان هو الدخان ووعدنا الموعود يمتشق الصقيل هو في الدنى ثأر بقبضة فارسٍ فلئن أتى نهضت لمقدمه البتول.