التركيز في العمل وتحديد الأهداف

جنان عبد الحسين الهلالي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 237

إن الفرق بين شخص وآخر هو التميز في العمل والتجديد والمغايرة عن الأعمال الأخرى المشابهة، ثم تحديد الهدف؛ لذا يجب أن يعرف الإنسان شخصيته وأفكاره تجاه العلوم والفنون والحرف التي تتوافق مع ميوله إذا ما كان هدفه التميز في ذلك المجال، إذ من الصعوبة أن يجمع الإنسان الطموحات والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في كفة واحدة، وإذا طالعنا التاريخ، فسنجد أن العلماء الناجحين وكل ذي اختصاص منهم قد اشتهر بجانب معين، ولم يتمكن أحد أن يجمع عدة تخصصات أو مهارات إلا القليل النادر، فمثلما ينبغي التركيز في الفكر، كذلك ينبغي التركيز في العمل، فقد نجد بعضهم يقرأ كتبًا عديدة في مواضيع مختلفة، فيشتت تفكيره ونشاطه، مثلما يسعى بعضهم ليكون نسخة عن أحد العلماء، أو أحد القادة، أو أحد الخطباء وكأنه يريد أن يكون ناجحًا في كل شيء، وإذا به لا ينجح في أي شيء، فليس المطلوب الخوض في كل شيء؛ لأنه أمر عسير، بل المطلوب أن يكون النجاح في شيء خاص، والتاريخ خير دليل على ذلك، إذ إن الناجحين قد تميزوا في تخصص معين أو مهارة واحدة، وتظهر أهمية التخصص في العصر الحديث الذي كثرت فيه العلوم الحديثة وتعددت، مما يستدعي السعي إلى تحديد الهدف والاختصاص، فمجال إحراز النجاحات واسع. إن كل عظماء التاريخ كانوا يتصيدون الأفكار الشاردة التي تأتيهم، فكم قام بعضهم في منتصف الليل ليسجل فكرة أتته في غير ميعادها، بل إن بعض القادة وبعض الكتاب كانوا يضعون خططهم وهم في نزهة، أو في أثناء تناول الطعام، فيسجلها في مخيلته ويعمل على تطويرها وتنفيذها، ومن لطيف ما قيل: (اسع لأن تكون شيئًا في الحياة، ولا تطلب أن تكون كل شيء)(1). ............. (1) الطريق للنجاح: ص٧٢.