رياض الزهراء العدد 202 همسات روحية
كسر الخواطر
مضمون السؤال: لقد تقدم إلى خطبتي العديد من الشباب، لكني كنت أرفضهم بسبب الدراسة وانشغالي بها، ولم أكن أريد أن أظلم الشخص الذي سأرتبط به، وأظلم نفسي بالتسرع والقبول في الوقت المزدحم بالدراسة، لكني بعد رفض كل شخص أشعر بالألم من أجل كل واحد منهم؛ لأني تسببت بكسر خاطره، فهل سيؤثر هذا الأمر في حياتي، بخاصة الآن وقد تقدم إلى خطبتي من تتمناه كل فتاة مؤمنة؟ مضمون الرد: الكلام الجامع في هذا الموضوع هو أن الرفض إذا كان بموجب عقلاني فليس له أثر سلبي؛ لأن الفتاة حرة في التصرف والاختيار بما يطابق العقل والشرع، وإن كنا نعتقد أن ذريعة الدراسة ليست عذرًا شرعيًا، فإنه لا مانع من الجمع بين الزواج والدراسة، بل نعتقد أن خير وسيلة لحصانة الفتاة في الأجواء الدراسية المختلطة، هو الركون إلى الحصن الشرعي المتمثل بالزوج الصالح الجامع بين الأمانة والعقل، والآن ما دام الفرد المناسب قد تقدم إليك، فلا ينبغي لك رفضه، فالله تعالى قد يعاقب الفتاة التي ترفض الزواج بلا وجه شرعي عبر الحرمان من الحياة الزوجية السعيدة، وهذا ما يحصل كثيرًا لمن يكفر بالنعم الإلهية، فمثلما أن الشكر من موجبات الزيادة، فكذلك يكون كفران النعم من موجبات الحرمان أيضًا، بيد أن هذه الحقيقة لا تتعارض مع الدقة والتريث وحسن الاختيار لمن سيكون شريكًا في الحياة إلى أبد الآبدين، إذ إن ثمرة الزواج الصالح تمتد إلى الجنة أيضًا، فبناء الأسرة المؤمنة في الدنيا ينتهي بلم شملها في الجنة، وقد ورد في الروايات الشريفة أن الله تعالى يرفع الذرية في الجنة إلى درجة آبائهم المؤمنين وإن كانوا أقل منهم درجةً، ولك أن تتصوري حلاوة العيش في الجنة مع الأهل والذرية إلى أبد الآبدين.