عِلَاجُ مَرَضِ الكَآبَة

د. عامر الحيدري/ اختصاصي أمراض نفسية
عدد المشاهدات : 183

• العلاج الدوائي الدواء وحده لن يحقق معجزة كالتي يحاول أن يُروّج لها شركات تصنيع الأدوية, بروزاك من أشهر مضادات الكآبة في الوقت الحالي وفيما يلي قائمة بالأدوية التي استعملت تاريخياً في علاج الكآبة بَدءاً من أقدم أنواع الأدوية، علماً أنه في الوقت الحالي تستعمل الأدوية التي ترفع من نسبة مادة السيروتونين كعلاج أولي. • العلاج النفسي المشكلة الرئيسية في استعمال أيّ دواء لعلاج الكآبة أنها تتطلب وقتاً من (4 - 6) أسابيع لتبدأ مفعولها، وفي أحيان كثيرة لا يظهر أيّ تحسن من جرّاء استعمال دواء معيّن، فيضطر الطبيب إلى تجربة نوع آخر من الدواء، ولكن في كلّ الأحوال الدواء وحده لن يكون له مفعولٌ إذا لم تتم محاولة حلّ المشاكل والتوترات الخارجية أو بعض الصفات في شخصية الإنسان، فعلاج الكآبة هو مجهود جماعي يُشارك فيه الطبيب والباحث الاجتماعي والمريض نفسه الذي من المفروض أن يكون دوره قيادياً، وهناك عدة أنواع من العلاج النفسي، وأهمها: • العلاج السّلوكيّ المعرفيّ العلاج السلوكي المعرفي هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يُستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل: الكآبة، والقلق، وتعكر المزاج الثنائي القطب، وحالات نفسية أخرى، ويستند إلى مساعدة المريض في إدراك طريقة تفكيره السلبية وتفسيرها بهدف تغييرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية، واستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة، وتكمن الفكرة الأساسية في هذا النوع من العلاج في أنه يتمّ بصورة تدريجية على هيئة جلسات تكون فردية أحياناً وجماعية في أحيان أخرى لإقناع المريض أن ما يشعر به من إحباط وسوداوية ما هي إلى أعراض لمرض لا يختلف عن أيّ مرض آخر، فعندما يُصاب الشخص بأيّ التهاب على سبيل المثال فإن هناك جراثيم معينة تسبب هذا الالتهاب، والذي ينتج عنه أعراض مختلفة مثل الحمى، فعلى المنوال نفسه توجد للأمراض النفسية أسبابٌ معينة. • وتدريجياً يتمّ تشخيص الأفكار السلبية واحدة بعد الأخرى، ويتمّ استبدالها بأفكار إيجابية واقعية، وهذه المَهمة ليست بالسهلة أو السريعة، ويعتمد تأثيرها على العديد من العوامل بَدءاً من المريض إلى الظروف الاجتماعية المحيطة به إلى تناوله للأدوية بصورة منتظمة إلى قدرات إخلاص المحلّل النفسي أو الطبيب النفسي ومداه. • علاج الإيقاع الشخصي المتناسق علاج الإيقاع الشخصي المتناسق، هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل: الكآبة، والقلق، وتعكر المزاج الثنائي القطب، وحالات نفسية أخرى، ويستند إلى مساعدة المريض على العيش بتناغم مع الأشخاص القريبين والمحيطين بالشخص مثل أفراد العائلة بواسطة تشخيص الأساليب غير المرنة التي يستعملها شخص معين في تعامله مع الآخرين، إمّا نتيجة لأعراض بعض الأمراض النفسية أو نتيجة لصفات متأصلة في شخصية الإنسان، وتكمن أهمية هذا العلاج بكونه يستهدف عوامل التوتر الخارجية وتمرين الشخص على استعمال طرق أكثر فعالية مثل تجنّب اتخاذ القرارات في لحظة العصبية أو الابتعاد عن الموقف أساساً أو مساعدة الشخص في تحليل سبب كون ظاهرة معينة عامل إحباط من الأساس، ويفضّل في مثل هذا النوع من العلاج أن يتمّ بحضور الأشخاص الذين يتعايشون مع المريض بصفة يومية مثل: أفراد العائلة أو الزملاء في العمل، والفكرة النهائية هي مساعدة جميع الأطراف على تحديد العوامل التي تسبب التوتر، ومساعدتهم على انتهاج أساليب عملية لحلّ هذه الخلافات. • علاج التنظيم العائلي علاج التنظيم العائلي هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يُستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل: الكآبة، والقلق، وتعكر المزاج الثنائي القطب، وحالات نفسية أخرى، ويستند إلى مساعدة المريض على حل مشاكله مع أفراد عائلته بدلاً من إلقاء اللّوم على أفراد العائلة. طرائق أخرى للعلاج: • تحفيز العصب التائه يُعدّ أحد طرق العلاج الحديثة لمرض الكآبة وهو علاج بالصدمات الكهربائيّة، وله تأثير سريع جداً في تحسّن الكآبة الشديدة مقارنة بالوقت الذي تستغرقه الأدوية، ولا يعرف لحد اليوم بالضبط الوسيلة التي عن طريقها تتمكن الرجة الكهربائية من تحسين أعراض الكآبة. • استعمال الإنارة الطبيعية أو الاصطناعية، ويُستعمل هذا النوع في علاج الكآبة الموسمية. • تحفيز العصب التائه في الجسم عن طريق زرع محفّزات صغيرة تعمل بالبطارية تحت الجلد في منطقة الصدر، وتمّ الاعتراف بجدوى هذا النوع من العلاج عام 1997م. • التحفيز المغناطيسي للدماغ، وهذا النوع من العلاج ما يزال تحت الاختبار.