في مشاهد الأبرار

فاطمة صاحب العواديّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 83

رياض الجنان مشاهدهم، وشذى الفردوس عطر مراقدهم المقدسة، هم الأمان وواحة الروح والريحان، هم الملجأ في المهمات، والمفزع عند الملمات، كلامهم نور يضيء ظلام الدروب، وسيرتهم الحميدة شفاء القلوب. تدور عينا زهراء وزينب في أرجاء المرقد الطاهر، ترصدان الصور والمواقف. فها هنا قلب يشكر الله على حسن الإجابة، وهناك عين تدمع طلبًا للإغاثة، وفي تلك الزاوية شفاه ترتل آيات الكتاب الكريم، فاليوم المجلس فيه نكهة مميزة بوجود الثلة الطيبة في ضيافة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام). أم حسين: الحمد لله الذي أكرمنا بزيارة الإمامين الهمامين (عليهما السلام). أم علي: نعم، إنها نعمة تستحق الحمد والشكر، لاسيما ونحن نعيش ذكرى ولادة النور التاسع الإمام محمد الجواد (عليه السلام). زهراء: كانت ولادته في العاشر من شهر رجب الأصب سنة (195هـ) في المدينة المنورة، صحيح؟ أم علي: بوركت، وقد تصدى لمهام الإمامة وهو صبي بعد شهادة أبيه الإمام الرضا (عليه السلام). زينب: وهل يمكن أن يتولى الإمامة وهو صبي؟ أم جعفر: نعم، فقد آتى الله تعالى يحيى النبوة وهو صبي، فقال تعالى: يا يحيى خذ الكتاب بقوةٍ وآتيناه الحكم صبيا (مريم:12). أم حسين: وقد فند آراء كبار العلماء والفقهاء ببراهينه الساطعة، فلم ولا يستطيع أحد أن يغلبه. أم زهراء: فهو حجة الله الذي آتاه الله وآباءه وأبناءه الطاهرين ما لم يؤت أحدًا من العالمين. أم جعفر: بالمناسبة، فشهر رجب حافل بالمناسبات، ففيه ذكرى مبعث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكذلك فيه ولادة الإمام علي بن أبي طالب، والإمام محمد الباقر، والإمام علي الهادي (عليهم أفضل التحايا والسلام). أم علي: ويشهد هذا الشهر أيضًا ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وشهادة عقيلة بني هاشم (عليها السلام). أم حسين: ولا ننسى جهاد النفس فيه، فهو أعظم جهاد، هكذا تعلمنا من أهل البيت (عليهم السلام)، فالمجاهد نفسه على طاعة الله وترك المعاصي بمنزلة الشهيد، فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "إن المجاهد نفسه على طاعة الله وعن معاصيه، عند الله سبحانه بمنزلة بر شهيد"(1). أم جعفر: حقا إنها منزلة عظيمة؛ لذلك يجب على كل منا أن تعرف مسار جهادها؛ للفوز بخير الدنيا والآخرة. ........................ (1) ميزان الحكمة: ج1، ص452.