قضايا سكرية
أنا سعيد، بل أنا حزين! لكن اسمي هو سعيد، لقد مضى شهران على بدء الدوام في المدرسة، كنت متحمسًا جدا في البداية، لكني لم أكن أعرف أن الأمر شاق وعلي القيام بالكثير من الأمور، فقد انقلبت حياتي رأسًا على عقب، يجب أن أستيقظ في أول الصباح وأنا لم أعتد ذلك، ويجب أن أكتب بالقلم وأنا إلى الآن لم أشاهد قلمًا وورقة من قبل، وحانوت المدرسة أيضًا قضية مستعصية؛ يجب أن أخوض معركةً في الغالب أنا الخاسر الأكبر فيها من أجل شراء كيس من البطاطا من النوع الرديء الذي لم يخزن بشكل جيد، ولم يبق على انقضاء صلاحيته أكثر من أيام، وما إن آكله حتى تبدأ أمعائي بالصراخ. أما فقرة الواجبات المنزلية فحدث ولا حرج، ثم إنني لم أكن أعلم بأني سوف أبتعد عن أمي كل هذا الوقت، والأصعب من هذا كله، علي أن أتحمل (سعدون)، الفتى الضخم الذي يجلس في المقعد الأخير، ولا يكف عن مضايقتي؛ لأن المعلم أعطاني مكانه في المقعد الأمامي، كم أكره وجودي في الصف الأول! لقد ندمت، لا أحب المدرسة... الأم: حبيبي سعيد، أشاطرك الرأي، فالمدرسة مسؤولية والتزام، لكن لو اتفقنا على شيء من التنظيم، فستبدو الأمور أكثر لطافة، فخذ مثلًا: 1- يجب أن ننظم ساعات النوم؛ للتخفيف من صعوبة الاستيقاظ في وقت مبكر. 2- عليك أن تعتاد تناول وجبة غنية صباحًا حتى لا تشعر بالجوع في أثناء الدوام. 3- ما رأيك في أن أرسل معك قطعة القماش التي كنت أطرزها لك في الصيف؟ أو شالي السمائي الذي ارتديته آخر مرة عندما ذهبنا للتنزه؟ فهكذا سأكون قريبة منك أكثر، ولا تشعر بالغربة. 4- سوف نخصص وقتًا لكتابة الواجب، وبعدها لا نذكر هذا الأمر ونصر عليه طوال النهار. 5- أعتقد أنك تشعر بالخوف والقلق عندما أحاول تعليمك التصرف في المدرسة، كأن أقول لك: - لا تؤذ المعلم. - لا تضيع أغراضك. - انتبه كي لا تقع من السلالم. - لا تأكل بيد متسخة. - لا تشرد بذهنك وانتبه للشرح، وغير ذلك. فسوف أكف عن ذلك، أما بالنسبة إلى (سعدون)، فعليك أن تمسك يده بقوة إذا ما حاول التنمر عليك، وأن تنظر في عينيه مثل نسر يوشك أن ينقض على فريسته، وتقول له بصوت عالٍ: لا تعد هذا التصرف معي مرة أخرى.