التعليم في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي

المتخصصة في العلوم التربوية الأستاذة زينب المذبوح/ لبنان
عدد المشاهدات : 147

شهدنا في الآونة الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من التعليم العالي لدمج التقنيات الحديثة من أجل تحسين التجربة التعليمية الشاملة؛ لتستخدم في أنظمة إدارة التعلم والتعليم بمساعدة الفيديوهات، والواقع الافتراضي المعزز؛ للتكيف والبقاء على صلة بالعصر الرقمي، وما يميز السلك التعليمي أنه يتعاطى مع الإنسان والمجتمع المحيط به بشكل مباشر وفعال عبر الانطلاق من قدرات المتعلم الذاتية، حيث إن المتعلم هو محور العملية التعليمية، والمعلم هو المرشد والموجه الذي يراعي الفروقات الفردية بين المتعلمين، بعيدًا عن التلقين؛ لينمي قدرات المتعلم الحسية الحركية، والعاطفية، والاجتماعية، والإبداعية، والإدراكية، والذهنية، وفاعليته في بيئته الطبيعية والاجتماعية. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في عملية التعليم والتعلم؟ وهل سيحل محل المعلم؟ بدايةً، الذكاء الاصطناعي عبارة عن برمجيات تقدم المعلومات والبيانات عن أي موضوع كان، وذلك بفضل كثرة البيانات والمعلومات المدخلة من قبل المبرمجين وكثافتها، أي أنه من إبداع الإنسان، وبهذا يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في عملية التعلم لطرفي العملية التعليمية، أي المعلم والمتعلم، فيمكن أن يستفيد المعلم منه في عملية التحضير والتخطيط لشرح الدرس والمادة التعليمية عن طريق الاطلاع على كم هائل من الأفكار لمعلمين آخرين حول العالم أدخلوا أفكارهم بشأن درس معين، ومن ثم يكون بإمكانه الإبداع والابتكار، إضافةً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعين المعلم في عملية الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها أهل المتعلم، وإرسال الملاحظات لهم، وأيضًا عن طريقه يمكن العمل على تخصيص التعليم، بأن ينطلق من قدرات المتعلم الفردية، وإعطاء فكرة واسعة عن تمارين وخطط دعم للمشاكل التعليمية التي قد تواجه المتعلمين، فيكون دوره في التعليم بمنزلة المعلم الخاص. والمتعلم هو الآخر يمكنه أن يستعين بالذكاء الاصطناعي للحصول على المعلومات في الأبحاث، والإجابة عن الأسئلة في حل الواجبات المدرسية. وهناك العديد من الأمثلة على الأدوات والمنصات التعليمية الناجحة المستخدمة حاليًا، تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، وأكثرها شيوعًا (Chat GPT)، وهو عبارة عن مجموعة فرعية من نموذج لغة (GPTـ المحولات التوليدية المدربة مسبقًا) تم تطويرها للاستخدام في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمحادثة مثل الإنسان الآلي، حيث يمكنه توليد استجابات يبدو أنها تأتي من إنسان حقيقي، وهو أحد أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا، المتاحة اليوم نظرًا لقدرته على تفسير اللغة الطبيعية وتوليفها لاستخدامها في التطبيقات. ما الغرض بالضبط من (Chat GPT)؟ لقد تمت برمجة الإنسان الآلي هذا على مجموعة من بيانات كبيرة النص من الإنترنت، ويمكن استخدامه لمجموعة متنوعة من المهام، مثل: الإجابة عن الأسئلة، وترجمة اللغات، حتى كتابة نص إبداعي. على أي أساس سيقوم المعلم بتقييم عمل المتعلم؟ الإجابة وردت عن لسان العديد من الجامعيين والأساتذة بأننا أصبحنا أمام واقع سهولة الحصول على المعلومات، فهي متوافرة للجميع عبر الإنترنت، وسيكون التقييم عن طريق قدرة المتعلم على التواصل الاجتماعي، وتمكنه من طرح الموضوع وإيصال الأفكار، فهذه المهارات لا يمكن أن يقدمها له الذكاء الاصطناعي، بل إنها تكتسب عن طريق سعة الاطلاع والتدريب.