رياض الزهراء العدد 202 ألم الجراح
لله در مولود الرضا (عليه السلام)
طرقت بابي رياح عبقت من مدينة الحبيب.. تحمل نسائم رجبية مبهجة تنثرها على أعتابي.. فاستنشقتها وانتشيت بجذوة من لهيب الشوق.. تدعوني لأعود وأرتمي في أحضان مرقدها المقدس.. وأتهجى فوح الياسمين الذي يتهدل منها.. اعترت أنفاسي رحمةً واهتز فؤادي مستبشرًا.. وخرجت من عنق صبري، ورحت أسير فوق بساط تربتها.. أسير إلى حضرة الجمال حيث يشع سنا الهدى على الكون أنسًا محفوفًا بهبات روحانية.. تعطرت من أنسام روضات الأئمة (عليهم السلام).. ترسله مع الغيوم إلى ساحة الطهر عند العسكريين (عليهما السلام).. فقد ألفت الوقت ميلادًا لابن الرضا (عليهما السلام).. فأزهرت بوارف حسنها.. تكتنف مولودها بحب وتستقبله بالورود والأزاهير.. فترى المآذن قد لبست سندسًا وإستبرق كأنها ألوية، وتعالى التكبير فأحيا في القلب نبضات مولود انتشرت من كفيه كل فضيلة، فكان في كل إحسانه الجواد.. نور الإمامة من جبينه الساجد قد أضاء المعمورة.. وجوده من تمام النعمة على العباد، ونور محياه شفاء لكل داء.. فرع من هاشم نفخ في الحياة حياةً.. يتدفق من صدره المقدس ينبوع العلم والحلم والكرم.. ينشر أشعة النور فتصل إلينا عبر ظلمات التاريخ.. فنتشبث بها والهين ليفتح لنا أبوابًا تهب منه نسائم الجنة.. ويطيب لنا الإمعان في منبع الضياء والانسياق خلف هداه، والوصول إلى ذرى الغفران لتصب علينا سحائب خيرات رحمة الله ما فيه النعيم والسرور..