النبي سليمان (عليه السلام)

أزهار عبد الجبار الخفاجي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 83

قال الله تعالى: ( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أوابٌ) (ص:30). بشر الله تعالى نبيه داود (عليه السلام) بأنه سيرزق بولد صالح وهو سليمان، وسيتولى الحكم وأعباء الرسالة من بعده، فأصبح من أنبياء الله العظام، وأنموذجًا للحكومة والقدرة المنقطعة النظير، وقد كانت له مكانة عظيمة عند الله (عز وجل)؛ فقد طلب من الباري تعالى ملكًا عظيمًا، فاستجاب سبحانه دعاءه، وذلك قوله تعالى:( قال رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنك أنت الوهاب) (ص:35)، وقد سخر له الريح لتكون وسيلة النقل السريعة التي استطاع بواسطتها التنقل في مملكته الواسعة في مدة قصيرة، وسخر له المواد المعدنية المختلفة مع القوى العاملة الفعالة الكافية لتصنيع تلك المعادن والكثير من المواهب الأخرى، وقد قام (عليه السلام) ببناء المساجد الضخمة، وترغيب الناس بالعبادة، وأعد أماكن واسعة لاستضافة أفراد جيشه وعماله وسائر الناس في مملكته، وفي قبالة ذلك طالبه الله تعالى بأداء الشكر على هذه النعم مع تأكيده سبحانه على أن أداء شكر النعم يتحقق من فئة قليلة نادرة(1). ................ (1) قصص القرآن مقتبس من تفسير الأمثل: ص٣١٦. أسئلة اللغز: س1: ما الذي ورثه نبي الله سليمان من والده داود (عليهما السلام)؟ س2: استجاب الله تعالى لطلب النبي سليمان (عليه السلام) ومنحه ملكًا يتميز بامتيازات خاصة ونعم كبيرة، اذكري (3) من هذه النعم؟ س3: آية في القرآن الكريم تدل على توجه النبي سليمان (عليه السلام) لشكر الله تعالى على النعم التي أنعمها عليه وعلى والده، فما تلك الآية؟ .................. أجوبة اللغز السابق: ج1: كان جوابهم عندما سئلوا أننا كنا نؤدي واجبنا تجاه ربنا، حتى لا نكون محاسبين، مضافًا إلى أننا نأمل في أن يؤثر كلامنا في قلوبهم، ويكفوا عن طغيانهم وتعنتهم(1). جواب2: قال الله تعالى: (فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين) (الأعراف:166). جواب3: عمدوا في البداية إلى ما يسمى بالحيلة الشرعية، فقد أحدثوا أحواضًا إلى جانب البحر، وأبوابًا يفتحونها يوم السبت، فتقع فيها أسماك كثيرة مع ورود الماء إليها، وعند الغروب عندما كانت تريد الأسماك العودة إلى البحر يوصدون تلك الأبواب، فتحبس الأسماك في تلك الأحواض، ثم يعمدون في يوم الأحد إلى صيدها وأخذها من الأحواض، وكانوا يقولون: إن الله أمرنا ألا نصيد السمك، ونحن لم نصطد الأسماك، بل حاصرناها فقط(2). جواب4: مسخهم الله إلى قردة مطرودين مبعدين(3). جواب5: في الآية المباركة سنة إلهية عامة، ألا وهي عدم ردع الظالمين عن ظلمهم يعد مشاركة لهم، وإن الأخذ الإلهي شديد، فمثلما يرصد الظالمين، يرصد مشاركيهم في ظلمهم(4). جواب6: يتحقق المسخ بالصورة دون الأرواح؛ لأن الله تعالى يريد بذلك عقابهم لكي يحسوا بحقارتهم وذلتهم، فلو عم المسخ الصورة والروح لما كان ذلك تعذيبًا وتحقيرًا(5). ............................. (1) قصص القرآن، مقتبس من تفسير الأمثل: ص287. (2) المصدر نفسه: ص288. (3) القصص القرآنية دراسة ومعطيات: ص506. (4) المصدر نفسه: ص501. (5) المصدر السابق.