اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال..بين المشاكل والحلول

زينب صالح حاورتها: سوسن بدّاح خيامي/ لبنان
عدد المشاهدات : 117

يعاني بعض الأطفال من مشكلة فرط الحركة والنشاط الزائد، والتي تعرف أيضًا بـ(اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط)، فيعاني بعض الأسر، والمربين في المدارس من ذلك، فما واقع هذا الاضطراب؟ وهل كل طفل كثير الحركة مصاب بهذا الاضطراب؟ وكيف يمكن التأقلم أو التكيف والتعامل مع هذا الاضطراب؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها الاختصاصية في الإدارة التربوية والكيمياء الحياتية الأستاذة (زينب صالح): ـ ما اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال؟ وما أسبابه؟ اضطراب يصيب الأطفال، ولا تزال أسبابه مجهولة إلى اليوم، فهناك العديد من النظريات التي تناولت هذا الأمر، منها ما ترجعه إلى أسباب جينية، ومنها إلى نظرية التسمم بالمعادن، ومنها إلى الطعام والمواد المستخدمة في تصنيعه، لكن في جميع الأحوال هذا الاضطراب يصيب الأطفال في سن مبكرة، ويستمر في بعض الحالات حتى سن البلوغ، ويتعرض الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى مجموعة من المشاكل المستمرة، مثل صعوبة التركيز لوقت طويل، والنشاط الزائد، والسلوك الاندفاعي، مما يؤثر في أدائه في المدرسة، وفي علاقته بزملائه ومربيه وعائلته. ـ ما نسبة الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب، وما طرق العلاج؟ تشير الدراسات إلى أن نسبة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب قد تتراوح بين (5ـ10%) من مجموع الأطفال في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة إلى طرق العلاج، فأنه كسائر الاضطرابات الأخرى لا علاج له، بل يتم التكيف معه، والتحكم بأعراضه باستخدام علاجات مختلفة تقلل من سلوكيات الطفل، فأولًا عندما تشعر الأم بتغير في سلوك طفلها أو صدور حركات غير طبيعية منه، فعليها باستشارة طبيب أعصاب الأطفال، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها لوحدها لا يمكنها تشخيص حالة طفلها، ولا يمكنها الحكم عليه عن طريق حركته الزائدة، فليست كل حركة مؤشر على وجود خلل أو اضطراب، ومن الأعراض التي يجب أن تنتبه إليها الأم هي أن طفلها لا يمكنه الجلوس على الكرسي لدقائق، ويقوم بحركات مستمرة مختلفة، ولا يمكنه التركيز. ـ ما الخطوات العلاجية التي يجب على الأهل أن يتبعوها؟ هناك العديد من الخطوات، منها: 1- اتباع إرشادات الطبيب باستخدام الأدوية مثل المنشطات، والأدوية المضادة للاكتئاب. 2- العمل بإرشادات الطبيب بشأن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، والسكر، وملونات الطعام. 3- استخدام العلاج السلوكي، وهو أفضل أنواع العلاج وضروري جدًا، وكلما كان التدخل السلوكي في عمر أصغر، كلما كان ذلك أفضل. 4- على الأهل وضع نظام للطفل يشمل تقديم المكافآت لتحفيز السلوك الجيد لديه، وتحديد أوقات ثابتة للنوم واللعب والأكل، وإجراء تغييرات في بيئة المنزل لجعله أقل إثارة له ولنشاطه؛ لأن الفوضى والإهمال وعدم التنظيم يكون تأثيرها سلبيًا فيه. 5- الاهتمام بالأنشطة والأعمال الفنية والألعاب التي تساعد الطفل على الإبداع، وتساعده على التركيز بشكل شائق وممتع. 6- تخصيص وقت من الأهل للاشتراك مع الطفل في ألعاب معينة تساعده على تنمية قدراته، وتقرب المسافة العاطفية بينهم. 7- الصبر على الطفل بقدر الإمكان، وتجنب نقده والضغط عليه؛ لأنه يعاني من مشكلة حقيقية في استكمال ما بدأه. 8- السماح بقليل من الحركة في أثناء المذاكرة حتى يستطيع الطفل المذاكرة لوقت أطول، ومن المفيد إعطاؤه لعبةً لا تصدر صوتًا ليحركها بيده، أو كرةً إسفنجية في أثناء المذاكرة. 9- التقرب من الطفل قدر الإمكان، وإشعاره بأنه محبوب طوال الوقت، ورغبة الأهل بمساندته مهما حدث. 10- توظيف فرط الحركة بشكل إيجابي عن طريق إشراك الطفل في الأنشطة الرياضية. 11- إشراك الطفل في أعمال المنزل؛ لتوظيف نشاطه بشكل مثمر. 12- الحرص على الاتصال البصري عند التحدث معه أو توجيه تعليمات إليه؛ للتأكد من أنه يستمع إليك. ـ ما التحديات التي تواجه الأسرة، وكيف يمكنها أن تتأقلم مع هذه الحالة؟ يعد التأقلم النفسي مع هذا الاضطراب من أهم التحديات التي تواجه العائلات، وعلى أولياء الأمور أن يخبروا المدرسة بحالة طفلهم كي يتم التعامل معه على أفضل وجه، ومن أهم النصائح التي توجه إلى الأم كي تستطيع التأقلم والتكيف مع وضع طفلها هي الآتي: 1ـ أن تخصص وقتًا نوعيًا لنفسها تقضيه مع صديقاتها أو أفراد عائلتها عند غياب الطفل، كي تستطيع أن تبقى في ثبات نفسي. 2ـ أن تمارس الرياضة، أو التدوين، أو التفريغ النفسي بشكل يومي أو شبه يومي، فذلك يساعدها على الصبر على جميع تصرفات طفلها. 3ـ أن تطلع على هذه الحالة عبر القراءة الكثيرة، وتواكب الدراسات التي تنشر بشأنها باستمرار. 4ـ أن تستشير اختصاصيًا أو أحد مقدمي الرعاية النفسية إذا لزم الأمر وشعرت بأنها بحاجة إلى المساعدة.