المقاومة الدوائية مشكلة عالمية

د. يُمن سلمان الجابريّ/ المثنى
عدد المشاهدات : 127

تعد المقاومة الدوائية من أخطر وأوسع السلوكيات الصحية الخاطئة انتشارًا على مستوى العالم، حيث تتفشى بسبب قلة الوعي الصحي واتباع الفتاوى الطبية الباطلة المنتشرة بين العامة وتشمل: 1ـ تناول المضادات الحيوية المتنوعة بدون استشارة الطبيب. ٢- عدم الالتزام بأخذ المضادات الحيوية في أوقاتها المحددة من قبل الطبيب، كأن يترك المريض العلاج بمجرد التحسن الأولي أو الجزئي للمرض المعني، أو يتناول الدواء لمدة أطول مما وصفها الطبيب. ونلاحظ إقبال الناس صغارًا وكبارًا على تناول الـ(Amoxicellin capsule) أو ما يعرف بالكبسول الرصاصي بدون أي داعٍ طبي، مثلًا لعلاج التهاب اللوزتين البسيط أو الإنفلونزا، والصحيح أن هذه المضادات صنعت خصيصًا لمحاربة البكتيريا وليس الفيروسات، حيث إن الأخيرة هي سبب الإنفلونزا، وعلاجها أخذ مسكن وتناول طعام صحي لتقوية المناعة). ويبقى السؤال: كيف نستخدم المضاد البكتيري لقتل الفيروس؟ وقد يسأل سائل: ما خطر هذا السلوك المؤدي إلى المقاومة الدوائية؟ والجواب هو: أولًا: إن الإنسان في حياته معرض لأمراض عديدة، فإذا استعمل المضادات الحيوية في أوقات وحالات خاطئة، فسيتسبب بتغيير البكتيريا ومقاومتها لهذا المضاد، فلا يعود يجدي نفعًا، فيضطر الطبيب لكي يسهم في علاج هذه الأمراض إلى أن يستخدم آخر ما تبقى من المضادات واسعة الطيف والأكثر تكلفة اقتصاديًا، هذا إن لم تكن للمريض مقاومة عامة لكل المضادات! ثانيًا: تتسبب المقاومة في إطالة مدة المرض وزيادة خطورة الوفاة، وهذه المشكلة ويا للأسف انتشرت بنسب كبيرة جدًا في العراق وباقي الدول؛ لهذا ينبغي تسليط الضوء على هذا الوباء الصامت، وتعزيز الثقافة الصحية لدى المجتمع، وتحسين سلوكيات التعامل مع الأدوية، وأن يتحمل الجميع المسؤولية، فالكل راعٍ، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.