رياض الزهراء العدد 202 تاج الأصحاء
اعتني بصحتك النفسية
عندما ننظر إلى الحياة، فسنجد القليل من الناس يشعرون بالسعادة والرضا والسكينة والراحة النفسية، وهو نابع من الصحة النفسية التي لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، فما تعني الصحة النفسية؟ الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته عبر التعلم والعمل بشكل جيد، والإسهام في مجتمعه المحلي، وقدرته على التكيف والتعامل مع البيئة المحيطة به، وقدرته على القيام بالعمل والإنتاج، وكلما اهتم الفرد بصحته النفسية كلما كانت إنتاجيته أكبر وإبداعاته أجمل، فكيف نحقق الصحة النفسية؟ هناك عدة عوامل مؤثرة، أهمها: 1ـ قوة ارتباط الإنسان بالله تعالى، فكلما طبق منهجه سبحانه كانت الراحة أكبر؛ لأن منهجه وخصائص النفس متطابقان تطابقًا تامًا. 2ـ التعلم واكتساب مهارات جديدة تؤثر في تكوين الفرد وشخصيته، وقابليته على تحمل المصاعب، وفنه في حل المشكلات المحيطة به. 3ـ الأسرة المتفاهمة والمترابطة في ما بينها تخرج للمجتمع إنسانًا سويًا خاليًا من الأمراض النفسية، ويتمتع بالقدرة على الانسجام السريع مع المجتمع. 4ـ توافر العمل للفرد يؤثر في صحته النفسية كثيرًا، بخاصة عندما يجد نفسه في المكان المناسب، فإن إنتاجه وإبداعه سيفوق الفرد غير المستمتع بعمله، فالراحة تعكس إبداعية العمل. ونصل إلى سؤال في منتهى الأهمية، ألا وهو: ماذا سينتج عند إهمال الصحة النفسية؟ عند إهمال هذا الجانب ستتأثر صحة الإنسان بشكل كبير، منها نومه ومأكله، وحالته العصبية، فيميل إلى الغضب من أبسط المشكلات، وقد يصل إلى العزلة والوحدة، وتجنب الظهور الاجتماعي، وعدم القدرة على العمل، مما يؤدي إلى ظهور أمراض جسدية نتيجة لعدم الراحة. أهم النصائح للتمتع بالصحة النفسية: 1ـ أن ندع الماضي وشأنه ولا نفكر به، فكل لحظة في الحياة هي هدية لنا لنستمتع بطاعة الله تعالى. 2ـ أن نعيش الحاضر، ونستمتع بالفرص المتاحة لنا. 3ـ التفكر بنعم الله تعالى علينا، فهو يعطينا طاقة إيجابية. 4ـ أن نخاطب أنفسنا بكلمات جميلة، ونكافئها على الجهود التي نبذلها. 5ـ أن نستمع إلى الآراء التي تقوينا، ونترك كل ما يحبطنا. 6ـ ندعو الله أن يجعلنا من المتمتعين بالسعادة والسكينة الداخلية، والتصالح مع النفس.