الإمام الباقر (عليه السلام) شمس الهداية الكبرى
للإمام محمد الباقر (عليه السلام) ألقاب كثيرة تدل على ملامح شخصيته العظيمة وسماته الرفيعة؛ وقد لقب بـ(الشبيه)، و(الهادي)، و(الشاكر)، و(الصابر)، لكن أشهرها (الباقر)، وهناك ثلاثة أقوال فيه: القول الأول: لأنه بقر علوم الأولين والآخرين بقرًا، ففاض بعلمه على العالمين، وقد دلت الروايات الشريفة على ذلك، فقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: "يا جابر، إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف في التوراة بالباقر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام"(1)، وعنه (صلى الله عليه وآله) لجابر أيضًا: "إنك ستدرك رجلًا مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرًا"(2). القول الثاني: لقب بالباقر لأن السجود بقر جبهته وشقها لكثرة صلاته وعبادته. القول الثالث: لأنه بقر الباطل وشقه، وأظهر الحق منه، والدليل على ذلك قوله (عليه السلام): "إن الحق استصرخني وقد حواه الباطل في جوفه، فبقرت على خاصرته، وأطلعت الحق عن حجبه، حتى ظهر وانتشر بعد ما خفي واستتر"(3). ........................... (1 و2) ميزان الحكمة: ج1، ص162. (3) شرح إحقاق الحق: ج12، ص194.