عَدَمُ كِفَايَةِ الحَلِيب

د. غزوة سعدي باسم د. مي كامل سعيد/ دائرة صحة كربلاء/ شعبة التغذية
عدد المشاهدات : 167

من المشاكل الأساسية التي تعاني منها الأم عدم كفاية الحليب لرضيعها، ففي العادة يحصل الرضيع على كلّ ما يحتاجه من حليب الأم، إذ يمكن لجميع الأمهات إدرار ما يكفي من الحليب لرضيع أو اثنين، فكلّ الأمهات قادرات على إدرار الحليب أكثر مما يحتاجه أطفالهنّ، وفي بعض الأحيان لا يحصل الرضيع على ما يكفيه من حليب الأم، ويرجع ذلك في العادة إلى عدم إرضاع الطفل بالقدر الكافي أو الفعّال، ونادراً ما يكون السبب هو عدم قدرة الأم على إدرار ما يكفي من الحليب، فيجب التركيز على كمية الحليب التي تُعطى للطفل، وليس كمية الحليب التي تنتجها الأم، وهناك علامتان فقط يمكن أن يعوّل عليهما في الدلالة على عدم حصول الرضيع على ما يكفيه من الحليب، وهما: • عدم زيادة الوزن بصورة كافية: وهذه من أكثر العلامات التي يعوّل عليها، وينبغي أن يحقق الرضيع زيادة في الوزن تصل إلى 500 غرام على الأقل كلّ شهر على مدى الستة أشهر الأولى. • إخراج كمية قليلة من البول المركز: أي أقل من 6 مرات في اليوم مع تركيز اللون والرائحة النفاذة. وهناك علامات أخرى مثل: • علامات تدلّ على تفريغ حليب الأم قبل الرضاعة وبعدها. • إحساس الأم منعكس بتدفّق الحليب. • وجود الحليب في فمّ الطفل. • علامات تدلّ على رضاعة جيّدة، كعدد مرات الرضاعة من (8 ـ 12) مرة يومياً، ومدة الرضاعة من (10 ـ 20) دقيقة من كلّ ثدي. أسباب عدم حصول الطفل على كفايته من الحليب: 1. حالة الرضيع: قد يكون الطفل مريضاً (كأن يكون الطفل مصاباً بعيب خلقي مثلاً) فيكون غير قادر على الرضاعة، وإذا استمرت هذه الحالة فسيتناقص توارد حليب الأم. 2. حالة الأم: كعوامل سيكولوجية مثل: عدم الثقة بالنفس وبخاصة النساء اللاتي يفتقرنَ إلى المساندة من الأسرة والأصدقاء، فيثير سلوك رضيعها القلق لديها، فيدفعها الأمر إلى تقديم أغذية أخرى غير ضرورية. 3. الحمل: قد تعتقد الأم أنها لا ينبغي أن ترضع طفلها في حالة حملها، ونتيجة قلقها يؤدي إلى تثبيط منعكس البرولاكتين (توقف الإشارات الحسيّة التي تصاحب الرضاعة مما يؤدي إلى توقف إفراز البرولاكتين، ومن ثمّ توقف إدرار الحليب) والأوكسيتوسين. 4. عوامل صحية وبدنية: كالشعور بالتعب والإرهاق، ويؤدي ذلك إلى تثبيط منعكس الأوكسيتوسين مؤقتاً، فتعمل الأم على أرضاع طفلها رضعات قصيرة أو قد لا تحمله بصورة صحيحة، كما أنها قد تعطيه الملهاة حينما يبكي أو تعطيه غذاءً آخر قبل وصوله إلى سنّ الستة أشهر، وإنّ استعمال حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين، وحقن الديبوبروفيرا، ومدرّات البول يؤدي إلى خفض توارد الحليب، والتدخين كذلك يقلّل من إدرار الحليب، وسوء التغذية الشديد فالمرأة التي تعاني من سوء التغذية البسيط أو المتوسط تستمر في إدرار الحليب على حساب أنسجة جسمها إذا كان الطفل يرضع عدداً كافياً من المرات. 5. عوامل تتعلق بالرضاعة: كالتأخير في بَدء الإرضاع من اليوم الأول من الولادة، فيستغرق لبن الأم وقتاً طويلاً في توارده، ووزن الطفل يأخذ وقتاً طويلاً في زيادته، كما أن عدم الإرضاع ليلاً وقلة عدد الرضعات في اليوم (أقل من 8 مرات في اليوم) يقلّل من إدرار الحليب، فيجب على الأم أن لا تنتظر رضيعها ليطلب الرضاعة، فيجب أن توقظه كل ثلاث أو أربع ساعات ليرضع. كيفية مساندة الأم في حالة عدم كفاية الحليب؟ هناك أمور يجب أن تراعيها الأم في الرضاعة لزيادة إنتاج ما يكفي من حليبها: • ينبغي أن تعلم الأم أنّ الطفل يحصل كفايته من الحليب عن طريق الرضاعة، فقد ينتاب الأم الشعور بأن حليبها قد يكون خفيفاً، فحليب أول رضعة يحتوي على نسبة كبيرة من الماء، ويحتوي على نسبة أقلّ من الدهون بالنسبة إلى حليب آخر يرضعه يحتوي على كمية أكبر من الدهون، فينبغي على الأم أن تستمرّ في رضاعة الطفل إلى النهاية حتى يحصل على الدهون الموجودة في الحليب في آخر رضعة. • يزداد توارد الحليب كلّما ازدادت مدة مرات الرضاعة في اليوم وعددها وبخاصة الرضاعة ليلاً، وعدم استعمال الملهيات وزجاجات التغذية، وكذلك عدم إعطاء الرضيع أغذية ومشروبات أخرى قبل أن يبلغ عمره الستة أشهر. • تغيير الأدوية التي تقلّل من إدرار الحليب. • متابعة زيادة وزن الرضيع تكسب الأم الثقة بنفسها. • الابتعاد عن الضغوط النفسية التي تؤثر في توارد الحليب. • تعلّم كيفية الوضع المناسب للرضاعة الطبيعية الصحيحة.