رياض الزهراء العدد 203 عطر المجالس
انتظار الوعد
عالمنا يضجّ بالبِدع، يتمرّد على الفطرة السليمة، يسير بلا هدف، يسيطر فيه الظالمون على مقدّرات الشعوب، فإلى متى يعتدون ويتجبّرون؟ هل من نهاية لهذا البلاء؟ فمتى نعيش بسلام، لا نخشى سلب حقوقنا، ونأمن على ديننا من الشبهات؟ كلمات قالتها (أمّ جواد) بألم وحرقة قلب وهي تتابع أخبار العالم من هنا وهناك، وأردفت: هذه الأخبار تشعرني بالخوف، الخوف من الغد. - أمّ جعفر: كلّنا ندرك الخطر الذي تمرّ به مجتمعاتنا من أفكار ومعتقدات خاطئة. - أمّ حسين: فعلًا، قد ظهرت أفكار تدمّر الأُسر والفطرة السليمة، وتقتل الروح الإنسانية النقيّة. - أمّ زهراء: والمصيبة أنّ المغرضين يبثّون هذه السموم تحت عناوين وشعارات مزيّفة، بعيدة عن الواقع. - أمّ زهراء: الأسرة هي أول جدار لصدّ الهجمات وحماية الأبناء، وعليها أن تتابع الأولاد واهتماماتهم، وطريقة تفكيرهم، وحقيقة أصدقائهم. - أمّ عليّ: أحسنتنَّ، فعلى الوالدين تخصيص وقت كافٍ لتجاذب أطراف الحديث مع الأولاد، فهذا يقوّي العلاقة بين الوالدين والأبناء. - أمّ زهراء: وبهذا يمكن للوالدين معرفة ما يدور في أذهان أبنائهما، وما مشاعرهم. - أمّ جعفر: نعم، فإن كان خيرًا شجّعوهم، وإن كانت هناك أفكار خاطئة، بادرا إلى معالجتها، وإعادتهم إلى طريق الصواب. - أمّ حسين: التصدّي للأخطار الفكرية مسؤولية الجميع، سواء كانت في أماكن العمل أو المدرسة، وإن شاء الله تعالى لن يتمكّن أعداء الله من النيل من ديننا، ولا من مجتمعاتنا، ولا من أبنائنا. - أمّ جواد: لكنّ الخطر كبير، ومَن يتصدّى له قليل! - أمّ عليّ: مع ذلك فالحقّ هو المنتصر بإذن الله تعالى، وستعمر الأرض، ويعمّ العدل والسلام والأمان، إنّه وعد الله تعالى وهو لا يخلف الميعاد. - أمّ حسين: لم أشكّ أبدًا في اليوم الذي يظهر الله تعالى دينه ولو كره المشركون مهما رأيتُ وسمعتُ؛ لكنّني أتحرّق شوقًا لذلك اليوم الموعود. - أمّ عليّ: ولأنّ قلوبنا متشوّقة لذلك اليوم، فأنّنا ندعو دومًا بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف). - أمّ جعفر: وبما أنّ شهر شعبان فيه ذكرى الولادات الميمونة للإمام الحسين الوجيه الشفيع، وابنه السجّاد، وأبي الفضل والجود والعطاء (صلوات الله عليهم)، وتاج ذكراها ولادة المؤمّل الموعود (عجّل الله فرجه)، فعلينا استثمار هذه المناسبات بالدعاء، وإظهار الفرح والبهجة بما يسرّ أهل البيت الأطهار (عليهم السلام). - أمّ زهراء: هذه العقيدة نربّي عليها أبناءنا مثلما تربّينا نحن عليها. صمتت الثلّة الطيّبة عندما سمعنَ الفتيات المؤمنات وهنَّ يقلنَ: الحمد لله، لقد أكملنا ترتيبات الحفل ليوم المولد.