بنيتي! احذري المعصية

زينب عبد الله العارضي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 209

بنيتي: أميرتي وبهجة بيتي، لا تزال عصافير حبي كعادتها تغرد كل صباح مترنمة باسمك، وتتمايل أشجار أيامي يا أجمل ثمراتها عندما يمر في روحي ذكرك، ولوحاتي التي أرسمها على دفتري في كل لون من ألوانها تبرز حروفك، ولا عجب، فكل نبضة قلب تخبرني أنك صالحة، مستقيمة، قوية مثلما عهدتك وربيتك يا بنية. يسعدني ثباتك يا نجمتي الزاهرة، ويثلج صدري سعيك المبارك للفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وأدعو لك بالثبات والاستمرار، وعدم الاغترار بتقلب الزمان وانتشار المنكر من حولك، فالإنسان متى ما قرر السعادة، ورام التألق والريادة، بات الأقوى في مواجهة التحديات، واستطاع أن يغلب بضياء إيمانه عتمة المنكرات، وتحطمت على عتبة وعيه وورعه أحلام الشيطان في غوايته، وتلاشت أمنيات الطغاة، فالمؤمن يا ثمرة عمري يرى ذنبه عظيمًا ولو كان صغيرًا، ويفر منه فراره من المفترسات؛ لأن الذنب يعبر عن قلة الحياء من الله تعالى، والجرأة عليه وهو المنعم المتفضل بأصناف العطايا والهبات. فالذنب يعني الابتعاد عن الرب، والابتلاء بقسوة القلب، وما يترتب على ذلك من قلة الأرزاق المادية والمعنوية، من قصم الأعمار، وحبس الأمطار، وانتشار الأمراض، واعتلال الروح، وذهاب لذة الطاعة وحلاوة المناجاة، وكفى بذلك عقوبة لكل متأمل! فاحذري أيتها العزيزة من ارتكاب ذنب يشقيك، واستشعري رقابة الله تعالى، وتذكري أن الملائكة تحصي أفعالك، وتدون أعمالك، ومن فوقهم رب لا يخفى عليه أمرك، ولا خلجات قلبك، وخواطر فكرك، وتذكري أن الذنب مهما كان، فلذته قليلة وتبعاته كثيرة، وآثاره خطيرة، قد تسلبك نعمًا اعتدت عليها، وتمنع عنك ألطافًا كنت جديرة بنيلها، ثم تأملي في أن الموت يأتي بغتةً، فما أبشع حالك لو قبضت روحك وأنت عاكفة على ذنبك، عاصية لربك، وتأملي حجم الحسرة التي ستستوطن روحك وتعتصر قلبك حين يأكلك الندم، وينطق لسانك بكل ألم: يا ليْتني قدمْت لحياتي (الفجر:24)، فاحذري يا بهجة عمري المعصية، وكافحي أول خطورها على ذهنك بالاستعاذة بربك من الشيطان الرجيم، وتوسلي بالهادين المهديين (عليهم السلام)، وعيشي روعة الاقتراب من رحابهم الطاهرة التي تنقيك، وتحول روحك إلى أنصع درة، ومهما تعثرت فقفي من جديد، وواصلي دربك، وتسلحي بالعلم الذي ينبهك، والصحبة الصالحة التي تنفعك وتثبت على طريق الهدى خطواتك، واعلمي أني معك وإلى جنبك في كل مراحل حياتك، أسندك وأدعمك وأدعو لك حتى تخضر في بساتين الطاعة والقرب الإلهي أشجارك وتتدلى ثمارك.