التأسيس القيمي للتلميذ وصناعة الأنْموذج

ضمياء حسن العوادي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 117

عملية التعلم عملية تتكون من مرسل ومستقبل ورسالة، فالمرسل هو المعلم، والمستقبل هو التلميذ، والرسالة هي المادة العلمية، ولا تتعدى ذلك، ونعتت بالرسالة لأنها تحتوي مضامين عالية القيمة إذا ما تم تقديمها بصورة سلسة بمفهومها الصحيح، وترك التعكز على المادة العلمية فقط، بل الأخذ بمبدأ الرسالة الذي نادى به القرآن الكريم، ونعت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأنه رسول الله، فمن الضروري أن يعمل المعلم على تطوير نفسه في مختلف الجوانب؛ لكي يكون ملمًا بتقديم أمثلة حية من واقع التلميذ، أو نماذج حسنة يزرعها لتكون بذرةً في هذا الجيل الذي يعاني من الضياع المعرفي، في حين توجد نماذج صالحة للاقتداء، منها على سبيل المثال كتاب (توحيد المفضل) الذي يستطيع أن يستعين به معلم العلوم أو مادة الأحياء، وهو عبارة عن حديث طويل عن الإمام الصادق (عليه السلام) إجابة عن أسئلة (المفضل بن عمر الجعفي) عن جسم الإنسان والحيوان، حتى نمو النبات، وما يذكره الإمام (صلوات الله عليه) تفاصيل سهلة، يمكن أن تتم الاستعانة بنص الحديث الشريف؛ لتدعيم المادة العلمية، ولترسيخ نهج الإمام الصادق (عليه السلام) في أذهان التلاميذ. أما معلم اللغة العربية، فبحر علمه القرآن الكريم وآياته بدلًا من الأمثلة المعتادة من الجمل التي لا تحمل أي رسالة، فيكون ميدانه الآيات القرآنية، فيطلب من التلاميذ أن يعودوا إلى كتاب الله ويستخرجوا منه قواعد الإعراب، أو البلاغة، أو الميزان الصرفي، وغير ذلك. وهناك برنامج للعتبة العباسية المقدسة في مجموعة العميد التعليمية بعنوان (الأذن الواعية) لحفظ القرآن الكريم، وتفسير آياته، وشرح بعض مواطن إعجازه، وقصص الأنبياء، وغيرها، وهي تجربة رائعة، يمكن لمعلم التربية الإسلامية أن يستفيد منها، ويطبق ما يمكن تطبيقه في دروسه. إن هذا الجيل أضاع بوصلته بسبب تعدد مصادر التشتيت التي يتلقاها من الأجهزة الإلكترونية، ومواقع التواصل، فيحتاج إلى من يرشده إلى الطريق الصحيح ليحسن السير، فإن لم يحسنه، فستعيده جذوره الطيبة وإن بعد، فبذرة الخير تنمو بصورة فطرية.