نفحات مبشرة

زبيدة طارق الكناني/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 500

أتمتم في مسامع الشهور، علها تجود بنسائم الفرح التي تغمر البقاع.. وترد على زماننا مواسم الانشراح تفيض علينا بالعطايا.. تبشر الغريب، وتشفي العليل.. لمع هلال شعبان ببشائره.. فتشعب كل الخير المغروس فينا إلى فضاء دنيانا.. وتزينت مدينتي بجواهر المباهج التي تليق بها.. فقد جالت بين أروقتها المقدسة المطمئنة نفحات ورسالات تلتحف برداء الحب لمن يجد في نفسه لآل البيت (عليهم السلام) انتماءً.. ورسم السعد على ملامح حرمها المقدس بما أسدل عليها من النعماء.. فتماهت الرسالة الأولى تحمل عطرًا حسينيًا يجتاح سامراء بعصف الشوق.. ويثور ثراها لدمه المتوهج بالإباء.. أما الرسالة الثانية، فتحمل نورًا قد تكامل فيه الصبر قمرًا لبني هاشم.. يشع منه نور الوفاء المكلل بالإيثار الذي تغلغل في ردهات مدينتي العصماء.. تتبعها الصحيفة السجادية، تفيض على الوجود مناجاةً تحمل هموم المعصوم، وأدعية تناثرت من بين شفتي زين العابدين (عليه السلام)؛ لتعرج بأرواحنا إلى عالم الملكوت، وتعلمنا معنى العبادة النوراء.. ويطل من هذا الشهر السعيد في اليوم الحادي عشر منه ضياء لوليدٍ ذي جمال محمدي، يشبه خلقه وخلقه حبيب الله محمد (صلى الله عليه وآله)، ترتسم هالاته النورانية المتشحة بالشجاعة العلوية فوق القبة الذهبية الشهباء.. لكن لا يكتمل ألق هذا الشهر المبارك، ولا تنفرج كل أساريره إلا ببشارة ولادة من سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا، إمامنا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) رحمة الله في أرضه، فيستضاء بشمسه، ويستظل بفيئه، ويستسقى من غمام وجهه الوضاء بعد أن يمسح على قلوبنا الوالهة، ويكفكف دمعنا الجاري من زمن الانتظار.. شعبان شهر أطل معطرًا بعطايا الرحمن، فتدلت أغصان شجرة طوبى على الحرم المطهر، فازدانت مدينة سامراء بالسناء والبهاء.. ولهجت الخفقات قبل النبرات بالشكر والولاء على نعمة وجود مواليد الخير، العلماء الأزكياء..