رياض الزهراء العدد 203 هندسة الحياة
امتلكي أدوات النجاح
من أجمل الكلمات التي تختزل في طياتها مشاعر دافئة، وحماسًا متقدًا، ورغبةً في المضي قدمًا، بل الهرولة إلى المستقبل المشرق، ألا وهي كلمة (النجاح)، فبمجرد ذكرها بأي طريقة كانت، سواء قولًا أو كتابةً، بل حتى إن كانت مجرد تفكير وإيحاء ذاتي، فإنها تضفي على النفس السعادة، وترسم البسمة على الشفاه بلا تكلف أو تصنع، ويرنو الكثير نحو هذا الأمر الذي يعد أحد الأهداف المهمة، ولأجل ذلك يحاولون بكل الطرق التشبث بأي وسيلة كانت، ومن جملة ما قد يتبادر إلى أذهانهم ويقدمون عليه هو البحث عن الناجحين والمتميزين في المجتمع، ومحاولة التقرب منهم، بل قد يصل الأمر إلى الالتصاق بهم لنيل جزء من نجاحاتهم، فيعرف نفسه باسم الشخص الناجح، ويدعي ما ليس له، ومن الممكن أن توصله هذه الطريقة إلى تعلم خطوات النجاح من المقابل، فإن كانت مبنية على الإدراك الفعلي والرغبة الأكيدة، عندها سيحلق المتقمص للنجاح في سماء المتفوقين، ويتحدى كل الصعاب والعقبات، حيث إن حالة الشغف المتقدة بداخله، ستحول كل عناء وتعب إلى متعة وسعادة، وكل معضلة صعبة الحل إلى تحد كبير، فيصارع المستحيل بحسام الإمكان، وما أروعها من مشاعر عند الانتصار والوصول إلى الهدف السامي الذي يتشح برضا الله سبحانه وتعالى؛ لينير دروب الآخرين. إذًا، كيف نصل؟ وما الخطوات اللازم اتباعها للارتقاء في سلم النجاح المرجو؟ لعل من أهم الأمور التي يجب القيام بها هي الخروج من دائرة الخيال والتمني، والاستيقاظ من الأحلام الوردية، وأن يبدأ الفرد بوضع قدميه على أرض الواقع، فيأخذ بالأسباب المؤدية إلى الهدف، ثم التعلم، فهو مفتاح لكثير من الأبواب المؤصدة، ومنارة تنير ظلمات الجهل، فالرصيد المعرفي هو الكنز الذي لا يفنى في كل مجالات الحياة، بخاصة في مجال النجاح المطلوب، والسعي دومًا إلى تحديث المعلومات الراهنة بكل ما هو جديد ومتطور، فالنجاح عبارة عن مجموعة من الخبرات المتراكمة التي لا تتوقف ولا تنتهي، فلابد من تطوير المهارات، فكلما زادت المهارات، اتسعت دائرة النجاحات، فضلًا عن توقع الخير، وترقب السعادة، فهي آتية بإذن الله تعالى، مثلما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "كل متوقع آتٍ"(1)، فالتفكير الإيجابي أحد أهم المحفزات التي تدعم المسير وأقواها، ولن يصل أي منا إلى شعور الراحة والاطمئنان والسعادة إن لم تكن كل خطواتنا ورغباتنا وأهدافنا في الحياة متجهة نحو السمو الروحاني، ومرتبطة بالله سبحانه وتعالى. ..................... (1) نهج البلاغة: ج1، ص197.