العادات الأسرية السلبية

آيات حسين الخالدي/كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 246

تؤدّي العادات الاجتماعية دورًا جوهريًا في تكوين بُنية المجتمع بصورة عامّة، والأسرة بخاصّة بوصفها أصغر نواة فيه، وهي تؤثر في التوازن النفسي لجميع أفراد العائلة، وعند بعض العوائل تعد ثوابت تقليديةً لا يمكن تغييرها أو التخلي عنها، وتنقسم إلى عادات سلبية وأخرى إيجابية، لكن السلبية هي الأكثر شيوعًا في أوساط شعوب البلدان النامية. ومن أكثر العادات السلبية شيوعًا، عادة تزويج الأطفال غيابيا ـ إن صح التعبير ـ فهناك عوائل تقوم بتزويج أطفالها حتى قبل ولادتهم عبر إعطاء الوعود من قبل أسرة الطفل الأول ـ الفتاة ـ لأهل الطفل الثاني ـ الفتى ـ بتزويجهما عندما يكبران، وغالبًا ما يكون سبب هذا الزواج علاقة صداقة أو قرابة بين العائلتين، ويكون الأطفال ضحيةً لهذا التصرف غير المسؤول، فيعيشان حياةً مضطربةً، وفراغًا عاطفيا، مما يؤثر في استقلالية العائلة في المستقبل، فكأن الأطفال ملكية خاصة عند الأهل، فتتأثر العلاقات الزوجية بهذا التصرف من جهة، فضلًا عن الأثر السلبي في أطفال هذه الأسر، وتسبب مشاكل كثيرة، وقد تؤدي في كثير من الحالات إلى الانفصال، وغالبًا ما تنتشر في المناطق الريفية أو الشعبية؛ لقلة الوعي النفسي، وهيمنة العادات والتقاليد على مجريات الحياة. ومن العادات السلبية الأخرى عدم التخطيط الاقتصادي الصحيح للأسرة مع زيادة عدد الأطفال، وعدم قدرة الأب على تحمل تكاليف المعيشة، فيشيع الحرمان، ويتعذر توفير الأمان العاطفي والنفسي لغياب الأب عن الأسرة، وانشغاله الدائم بالعمل لتوفير لقمة العيش، إضافةً إلى استنزاف طاقة الأم في التربية، وتوفير احتياجات الأبناء، مما يؤدي إلى خلل في النظام العائلي، فيخلق مناخًا خصبًا للمشكلات النفسية. ومن الأساليب التربوية التي تؤثر في الجو العائلي سلبًا، شدة الأب وصرامته، وعدم تحمله لمسؤولية الأسرة، وعدم توفيره لاحتياجاتهم، مما يؤدي إلى زيادة المشكلات والخلافات بين الزوجين، ويدفعهم إلى الجدال والشجار أمام الأطفال، فضلًا عن وجود العشوائية داخل المنزل، فلا يتعلم الطفل ثقافة التنظيم، ولا يعرف مبدأ الخصوصية. إن كثرة العادات السلبية داخل الأسرة تؤدي إلى تفككها، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية قاسية لدى الأطفال، تؤثر في نفوسهم وشخصيتهم في مرحلة الطفولة وفي حياتهم المستقبلية؛ لذا على الأهل التفكير جيدًا قبل أي قرار يتخذونه بما يخص حياة أطفالهم؛ لتوفير حياة كريمة آمنةً لهم منذ صغرهم للحفاظ عليهم مستقبلًا، وتحسين المحيط العائلي، وتوفير جو مناسب يلائم إمكانات العائلة المادية.