رياض الزهراء العدد 203 رسائل ذاتية
عزلتي هي أنسي
يسألونني عن عزلتي، ويتهمونني بالوحدة وقد غفلوا عن أنس الكتاب ورفقة القلم! إنكم يا أصدقائي لمحرومون من لذة ما أنا فيه، أنتم في صخب حجبتني عنه القراءة؛ إذ نقلتني إلى هدوءٍ عارم، من عالم النفاق الى عالم الصفاء.. من عتمة الترهات البشرية إلى ضياء التكميل، ونور التكامل.. من بشاعة الدنيا إلى جمال المثاليات.. نحن بما خلفناه من مساوئ، وما فينا من نقص، وما نعانيه من عيوب، ترانا متفاخرين.. متكبرين.. متغطرسين.. شغلنا الشاغل هو نبش عيوب الناس، ونسينا عيوبنا.. نحن الذين يأكل أحدنا أخاه ما دام طيبًا، وإذا كان مرا سيدناه على أنفسنا.. نحن الناكرون للجميل، الناسون للمعروف.. علينا أنْ نطلع.. أنْ نتسلح بالتثقف.. أنْ نوسع قابليتنا في التفكير، فيتسع فكرنا ونتفكر.. عقولنا خلقت لتدور وتعمل، لا لتقف وتتوقف.. أرواحنا بثت؛ لنتقبل بعضنا، لا لنحسد ونلبس ثياب البغض.. فلنترفع عما نحن فيه؛ لنرقى، ولنقرأ..