تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المراهقين
تعد مواقع التواصل عالمًا واسعًا لا يمكن أن تقاس أبعاده ولا تدرك خباياه، فهي تحوي ملايين الصفحات الرقمية بما فيها من معلومات ومعارف في كثير من الحقول، حتى غدا العالم قرية صغيرة يسهل فيها التواصل، فأصبح لا يخلو بيت من هذه المواقع السحرية التي يستخدمها الكثير من الناس بقصد المعرفة والاطلاع، والتعلم الذاتي، والتفاعل مع الآخرين، ومشاركتهم المعلومات والآراء والتجارب، ويعد سوء استخدام هذه المواقع وغياب الضوابط والرقابة، ذا أثر سلبي في المستخدمين بشكل عام وفي عقول المراهقين بخاصة، ومما لا شك فيه أن المراهقين هم شباب الغد، وعماد المستقبل، وأمل الأمة، فإذا صلح حالهم صلحت الأمة، ونلمس هذا التأثير في سلوكياتهم وأخلاقهم. أهمية الرقابة لوسائل التواصل تأثير كبير في الفرد، بخاصة المراهق لكونه سريع التأثر بمحيطه وبمن يتعامل معه، وتأثير تلك الوسائل منه الإيجابي ومنه السلبي، ورقابة الأهل تحدد ما هو جيد، فمن المهم أن نبحث عن حلول بديلة نشغل بها المراهقين ونستفيد من طاقاتهم، مثلما تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين إمكانية إنشاء شبكات اجتماعية، مما توفر لهم دعمًا قويًا، لاسيما مساعدة أولئك الذين يشعرون بالإقصاء، أو المصابين بالإعاقة أو الأمراض المزمنة، كذلك يمكن أن تكون وسائل للترفيه والتعبير عن الذات. المشكلات النفسية إن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أدت إلى ظهور الكثير من المشكلات، إذ يمثل مستخدمو شبكة الإنترنت أكثر من (80%) من المجتمع العراقي، وأغلبها من شريحة المراهقين، وتتسم هذه المرحلة بالبناء المعرفي والسلوكي والقيمي، ثم العطاء والإنتاج، مثلما تتسم هذه المرحلة العمرية بسهولة الانقياد؛ لقلة الخبرة والمعرفة، فيقع المراهق في فخ المتربصين، أو المتحرشين، أو القراصنة، وغيرهم ممن يسعون إلى ترويج الأفكار الغريبة عنا، فعلينا فهم الأحداث ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع بشكل عام، وشريحة المراهقين بخاصة؛ للخروج بنتائج وتوصيات من شأنها أن تسهم بوضع برامج عملية تساعد أولياء الأمور والجهات الرسمية في حماية المراهقين من الخطر. ويعزى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي إلى العوامل الديموغرافية، كنمط المعيشة، والمستوى الدراسي، وغيرها، مثلما أن قضاء الوقت الكبير في تصفح تلك المواقع يؤثر في الحالة المزاجية والنفسية للمراهقين، كالشعور بالقلق، والاكتئاب، وانتشار ظاهرة التنمر، مما يؤثر سلبًا فيهم.