صحة المرأة بعد سن الأربعين

منال ترمس حاورتها: سوسن بدّاح خياميّ / لبنان
عدد المشاهدات : 306

يعد سن الأربعين وما بعده منعطفًا مهما في حياة المرأة، فهي السنوات التي تشهد تغيرًا فيزيولوجيًا على مستويات عدة، منها: تغيرات في معدل الهرمونات النسائية، فيقل هرمون الـ(إستروجين)، مما يؤدي إلى احتباس المياه وزيادة تخزين الدهون في الجسم، فيسبب بدوره زيادة في الوزن وصعوبة في خسارته، إضافةً إلى مشكلة هشاشة العظام، كذلك مع تقدم المرأة في العمر تقل الكتلة العضلية في الجسم مقارنةً بالكتلة الدهنية، ومن ثم سيقل معدل الأيض أيضًا، وسيصبح حرق الدهون أبطأ، فضلًا عن الهبات الساخنة التي تؤثر في مزاجها وصحتها بشكل عام. مثلما يعد هذا العمر مرحلة مفصلية بالنسبة إلى المرأة، فهي مرحلة عمرية ذهبية للنضج العقلي والفكري والإدراكي، لكن من ناحية أخرى تتطلب هذه المرحلة اهتمامًا خاصا بالصحة لتفادي الأمراض والعجز المبكر، بخاصة الاهتمام بالجانب الغذائي. وللاطلاع أكثر على هذا الموضوع سألنا الاختصاصية في علوم التغذية العلاجية (منال ترمس): ما أبرز الأمراض التي يمكن أن تتعرض لها السيدات في عمر الأربعين وما بعده؟ فأجابت: 1ـ هشاشة العظام وأمراض العظام والمفاصل بشكل عام نظرًا للتغييرات الهرمونية، ونقص بعض المعادن والفيتامينات في الجسم والتي يجب تعويضها لتفادي تفاقم المشاكل الصحية. 2ـ مشاكل في القلب والشرايين نظرًا لارتفاع مستويات الدهون الضارة في الجسم، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض في الدهون الجيدة، مما يؤثر في صحة القلب. 3ـ مقاومة الإنسولين واحتمالية الأصابة بمرض السكري من النوع الثاني نظرًا لانخفاض مستوى الـ(إستروجين)، بخاصة إذا كان نمط الحياة وأسلوب غذاء السيدة غير صحي. 4ـ انخفاض في نشاط الغدة الدرقية الذي يؤثر في عمليات الأيض، وصحة القلب، والعظام، والصحة النفسية بشكل عام. 5ـ زيادة الوزن في هذه المرحلة العمرية بحيث يصبح من الصعب التحكم بها بسبب التغييرات الهرمونية والفيزيولوجية التي تجعل من السيدة عرضةً للسمنة، وتكون سببًا رئيسًا لتطور المشاكل الجسدية والنفسية؛ لذلك نصيحتي لكل سيدة أن تراعي كمية الطعام جدًا عند بلوغها هذا السن، وليس فقط نوعيته، وتحافظ على ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم لوقت كافٍ؛ لكي تبقى دائمًا بصحة وعافية. هل يجب تغيير نظام الحياة عند بلوغ سن الأربعين؟ بالطبع على المرأة أن تأخذ هذه المرحلة العمرية على محمل الجد، وتعطي نفسها الأولوية، فالاهتمام بصحتها سيؤثر إيجابًا في عائلتها، وإن لم تك بدأت بوضع خطة صحية غذائية بعد فعليها البدء من الآن؛ كي تتجنب المشاكل والأمراض المزمنة مع تقدمها بالعمر، لاسيما الاهتمام بضبط مواعيد النوم، والنظام الغذائي الصحي، وشرب كمية كافية من الماء، فبالنسبة إلى النوم، فالمرأة في هذه السن بحاجة إلى أوقات راحة ونوم لا تقل عن (7) ساعات متواصلة، ولا يؤثر النوم في الإنتاجية فحسب، بل في التخلص من عادات الأكل السيئة التي بدورها تؤثر في هرمونات الجوع، ومن ثم تتسبب بزيادة الوزن، مثلما على المرأة أن تحافظ على هدوئها في أثناء تأدية مهامها اليومية وتبتعد عن التوتر قدر الإمكان، إذ بإمكانها إيجاد طرق لذلك، منها إحاطة نفسها بأشخاص إيجابيين وداعمين، ولابد لها من اتباع برنامج رياضي بشكل منتظم لتحافظ على رشاقتها وصحتها النفسية، بخاصة تمارين المقاومة التي تبني لها الكتلة العضلية وتعدل مزاجها وحالتها النفسية، مثلما تسهم في رفع معدل الأيض، مما سيساعدها على خسارة الوزن الزائد، أما شرب ما لا يقل عن (8) أكواب من الماء يوميًا، فسيحافظ على بشرتها ويحميها من الجفاف وظهور المزيد من التجاعيد، وسيشعرها بالنشاط والحيوية. ما النظام الغذائي والعادات الصحية المناسبة للمرأة في سن الأربعين وما بعده؟ إضافةً إلى العادات الصحية التي يجب أن تدخلها المرأة إلى حياتها، يجب عليها تعديل أسلوبها الغذائي أيضًا، واتباع الإرشادات الآتية: 1ـ يجب أن يكون نظامها الغذائي متكاملًا من حيث فئات الأطعمة، مع التركيز الأكبر على البروتين للحفاظ على كتلتها العضلية، وضمان عدم خسارتها. 2ـ يجب إدخال ما لا يقل عن (٤- ٥) حصص من منتجات الألبان في نظامها الغذائي، وذلك للتعويض عما تخسره من الكالسيوم وفيتامين (D). 3ـ تناول الأطعمة الغنية بالألياف للشعور بالشبع، وضبط الوزن، وخفض مستويات الدهون الضارة في الجسم، وتعديل مستوى السكر في الدم، وتتوافر الألياف في منتجات القمح الكامل، والبقوليات، والخضار، والفاكهة بخاصة في قشرتها، والجدير بالذكر أن فصيلة التوتيات كالتوت بأنواعه، والكرز، والفراولة غنية جدًا بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الالتهابات والسرطانات، وترفع مناعة المرأة ضد الأمراض. 4ـ تناول البروتين في كل وجبة مع الإقلال من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، والاعتماد أكثر على البقوليات، كالعدس، والفاصولياء، والحمص، والفول، وفول الصويا، والدجاج، والسمك ـ مرتين في الأسبوع ـ 5ـ الإكثار من تناول الفاكهة، والخضار ذات الأوراق الخضراء؛ لأهميتها لصحة القلب والعظام. 6ـ الإقلال من تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون المشبعة، واستبدالها بالأطعمة الغنية بالدهون المفيدة، كالجوز، واللوز، والأفوكادو، والأسماك، وغيرها، مثلما يجب الحد من استهلاك الملح المكرر والسكريات قدر الإمكان. 7ـ الإقلاع عن التدخين للحفاظ على سلامة القلب والشرايين. 8ـ إجراء الفحوصات الدورية كل (٣) شهور أو (٦) شهور كحد أقصى؛ للاطمئنان على صحتها، ورصد أي مشكلة صحية ليتم معالجتها سريعًا قبل تفاقمها. 9ـ تناول بعض المكملات الغذائية لتكون جرعة علاجية أو وقائية، ويحدد مقدارها ووقتها الطبيب، أو اختصاصي التغذية، بخاصة فيتامين (D)، والمغنيسيوم، وأوميغا3 المهمة جدًا لصحة القلب والدماغ.