رياض الزهراء العدد 203 تاج الأصحاء
التنمر الزوجي
قيام أحد الزوجين عمدًا بإلحاق الضرر والأذى النفسي والعاطفي بالشريك من دون أي سبب يدعو إلى ذلك، وهو مشكلة لا يستهان بها، ويعد شكلًا من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل الزوج أو الزوجة تجاه الطرف الآخر. ويمكن تقسيم هذا النوع إلى التنمر المباشر الذي يتضمن العدوان الجسدي بأشكاله المختلفة، والتنمرغيرالمباشر، ويعرف بالعدوان الاجتماعي، ويتميز بتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي، وهناك أشكال أخرى للتنمر غير المباشر، كالتنابز بالألقاب، والمعاملة الصامتة، ومجادلة الآخرين حتى الاستسلام، والضحك على الضحية. إن للتنمرالزوجي أشكالًا متعددة، منها الصراخ على الشريك في الأماكن العامة، وعدم احترامه أمام الآخرين، والعمل على تكذيبه عند حديثه أمام الآخرين، والتقليل من مجهوده المبذول، وتجاهل أي عمل يقوم به، والتهديد بالانفصال والطلاق. وهناك أسباب كثيرة خلف التنمر الزوجي، منها حب السيطرة، إذ يميل أحد الشريكين إلى السيطرة على الطرف الآخر رغبةً منه إلى لفت الأنظار إليه، أو بسبب التربية الخاطئة لأحد الزوجين، أو قد يكون بسبب الخوف من خيانة الشريك أو اكتشاف الخيانة، أو الشعور بالنقص والدونية، وقلة الثقة بالنفس. وهناك طرق عديدة للتعامل الصحيح مع الشريك المتنمر، سواء كان الزوج أو الزوجة، منها عدم قبول موقف التنمر مهما كان بسيطًا لمنع تفاقمه مستقبلًا، والتعامل بحزم مع الشريك المتنمر، وعدم إظهار أي تأثر أو انزعاج نتيجة الموقف الحاصل، واللجوء إلى حل الخلافات الزوجية بالحب والاحترام، والعمل على مساعدة الشريك في تخطي جراح الماضي، وتقديم الدعم النفسي والعاطفي، وضرورة المصارحة المباشرة وعدم تأجيل الحديث في الموضوع، فضلًا عن اللجوء إلى أشخاص موثوق بهم في العائلة أو الاختصاصيين للمساعدة في حل المشكلة، وضرورة وضع قواعد للعلاقة، وعدم تجاوزها لأي سبب كان. وأخيرًا، نجد أن الله (عز وجل) قد نهى المؤمنين عن السخرية بالآخرين، ونهى عن السب والشتم، والتنابز بالألقاب، مثلما جاء في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسْخرْ قومٌ منْ قوْمٍ عسى أنْ يكونوا خيْرًا منْهمْ ولا نساءٌ منْ نساءٍ عسى أنْ يكن خيْرًا منْهن ولا تلْمزوا أنْفسكمْ ولا تنابزوا بالألْقاب بئْس الاسْم الْفسوق بعْد الإيمان ومنْ لمْ يتبْ فأولئك هم الظالمون). (الحجرات:12).