منار القانتين

خديجة الكبرى رحيم السعيديّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 295

في الخامس من شهر شعبان عام (38هـ) وفي بيوت أذن الله أن ترفع وتحديدًا بيت الإمام الحسين (عليه السلام) شع سنا ابنه الثاني، وغمر السرور أرواحهم الطاهرة بقدومه المبارك، واستبشر الكون بميلاد أمامنا الرابع السجاد (عليه السلام). للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) العديد من الألقاب، منها: (زين العابدين، المتهجد، العابد، الزاهد، ذو الثفنات، الخاشع)، وغيرها من الألقاب، وعرف بكثرة صلاته ومناجاته، واشتهر بـ(سيد الساجدين) و(السجاد)، فقد روي عن ابنه الباقر (عليه السلام) أنه قال: "إن أبي ما ذكر لله نعمة إلا سجد، ولا قرأ آية إلا سجد، ولا وفق لإصلاح اثنين إلا سجد، ولا دفع الله عنه كربة إلا سجد، ولا فرغ من صلاته إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك"(1)، وحمل ثقل الإمامة، وقام بدوره الهادي إلى الحق، فضلًا عن فضح جرائم الأمويين في واقعة الطف الأليمة وسائر سياساتهم الجائرة بحق العترة الطاهرة وأتباعهم، وكان الحزن عاملًا مساعدًا في بث روح الشجاعة ورفض الاضطهاد بأنواعه في نفوس الأمة بعد أن تقاعسوا عن نصرة الدين بكربلاء. لقد اشتهر عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) قوله: "أنا ابن الخيرتين"(2)، فآباؤه أشرف الخلق وخيرة العرب، وأمه الأميرة (شهربانو) بنت يزدجرد كسرى الفرس من خيرة العجم، واتصفت هذه السيدة بالعديد من صفات الكمال، كالعفة، والطهارة، والعزة، والأدب، والحكمة، والفطنة، ويذكر أنها حين وضعت يدها على رأس الإمام الحسين (عليه السلام) إشارة منها على اختياره زوجًا لها، قال أمير المؤمنين للحسين (عليهما السلام): "يا أبا عبد الله، لتلدن لك منها خير أهل الأرض"(3). ............................. (1) ميزان الحكمة: ج2، ص1254. (2) بحار الأنوار: ج46، ص4. (3) الكافي: ج1، ص467.