"كتبت له عشر حسنات"

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 133

الإسلام يشجّع على فعل الخير والمعروف، ويرغّب به في أكثر من بيان وبعدّة أساليب، فتارةً بالإشادة وتكريم فاعل الخير، وتارةً بالنهي عن استصغار فعل الخير، وهذا ما تمّ الحديث عنه سابقًا، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على ترغيب آخر ذكرته الروايات الشريفة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إذا هَمَّ العَبدُ بِحَسَنَة كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ، فَإِذا عَمِلَها كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَنات؛ وإذا هَمَّ بِسَيِّئَة لَم تُكتَب عَلَيهِ..."(1)، وهنا نذكر أمرًا آخر، ألا وهو: ما المنفعة التي تعود على فاعل الخير سواء في الدنيا أو الآخرة؟ فالإنسان يبحثُ عادةً عن المنفعة والمكاسب. إنّ الروايات الشريفة سلّطت الضوء على بعض منافع فعل الخير من دون أن تقيّد بكونه كثيرًا، أي حتى إذا كان قليلًا وصغيرًا، أهمّها: 1- حاجة الإنسان إلى الزاد ليوم القيامة، يوم يظهر فيه فقره من حيث الحسنات والأعمال الصالحة، فهناك يتمنّى الإنسان أن يكون في صحيفة أعماله عمل صالح وأفعال خير، فإن كان من أهل الخير وفاعله، كان له زادًا وذخيرةً للآخرة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "عَلَيكُم بِصَنائعِ المَعروفِ، فإنَّها نِعمَ الزّاد إلى المَعادِ"(2)، ليس فقط زادًا وإنّما أفضل زاد. 2- أثر فعل الخير في زيادة العمر، والسمعة الطيّبة، فعن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "كَثْرَةُ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ تَزِيدُ فِي العُمُرِ وَتَنْشُرُ الذِّكْرَ"(3). 3ـ أثر فعل الخير في زيادة الرزق: فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ البِرَّ يَزِيدُ في الرِّزقِ"(4). 4ـ المجازاة والثواب على مجرّد النيّة وإنْ لم يصدر من الفرد الفعل بسبب مانع أو طارئ، مثلما أشارت إليه الرواية الأولى "إذا هَمَّ..."، نلاحظ الكرم الإلهي الذي يثيب على نيّة الخير فقط، وهذا الكرم مدعاة إلى التحبيب لفعل الخير، فإذا كان هناك أجر على النيّة، فكم سيكون الأجر إذا صدر الفعل بعد هذه النيّة؟ حتمًا سيكون كثيرًا. وشهر رمضان مضمارٌ لفعل الخير بشتّى أنواعه، ومائدة تحوي الكثير من أصنافه، فما على الإنسان إلّا أن يتخيّر منها ما يعلو به لأسمى الدرجات، وإذا كان في الحياة أكثر من نيّة خير لم يوفّق الفرد لفعله، فكم ستحتوي صحيفة أعماله؟ ............................ (1) بحار الأنوار: ج68، ص248. (2) ميزان الحكمة: ج7، ص302. (3) تصنيف غُرر الحكم ودُرر الكلم: ص386. (4) المصدر السابق: ج٤، ص444.