رياض الزهراء العدد 204 عطر المجالس
دعوة كريمة
إن الداعي أكرم الأكرمين، وأوسع المعطين، فيا لها من كرامة أن تكوني مدعوةً من جواد لا يبخل، كريم يمد يده بعطاء لا ينفد، فحري بالعاقل الذي يريد الفوز في الدنيا والآخرة أن يستثمر هذه الفرصة بأقصى ما يمكن. الثلة الطيبة تتناول الحديث عن العبادة، فالعبادة بروحها مثل ما يريدها المعبود، محبة وعطاء بلا منة، ولشهر رمضان المبارك نكهة مميزة، ونفحات التسبيح تعطر الصدقة، وقدسية الركوع في رحاب المعبود تجللها خدمة المحتاجين، والتهجد يحلو بقضاء حوائج الإخوان. - أم جعفر: الحمد لله الذي بلغنا شهر الضيافة الإلهية، نسأله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى. - أم علي: في كل مرة أتدبر فيها خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في استقبال الشهر الكريم، تمتلئ جوارحي حبًا لله تعالى، وشوقًا إلى ما أعده لعباده من الأجر العظيم، والثواب الجزيل. - أم حسين: الكرم الإلهي أعظم من أن يستوعبه العقل، فقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن فضل شهر رمضان: "أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة..."(1)، و"إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم"(2). - أم زهراء: إنها التربية الإلهية الراقية، فالله تعالى بعظمته يدعونا إلى التقرب منه واللجوء إليه؛ لأن في ذلك الأمان والشعور بالقوة والثقة، فمهما تعسرت الأمور، وضاقت السبل، فثمة مخرج إلى روْح الفرج. - أم حسين: وتحثنا وصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على التحلي بمكارم الأخلاق، والتراحم، بخاصة مع الأرحام والمساكين، والتسامح، وكف الأذى. - أم زهراء: ولأجل إشاعة روح المحبة والإحسان، يحثنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) على البذل والعطاء، حتى لو بشق تمرة أو شربة من الماء(3). - أم علي: الحمد لله أن الموائد عامرة من خيرات الله تعالى، ونسأله دوام البركة. - أم جعفر: نعم، دوام البركة يتحقق بمشاركة طعامنا الأهل، والجيران، والأقارب. - أم حسين: وللقرآن في الشهر الفضيل وقع خاص وعذوبة يستشعرها قلب المؤمن، نرجو من الله تعالى أن نكون من العاملين بأمره، المنتهين عما نهى عنه تبارك وتعالى. - أم علي: وما أجمل ساعات السحر، بين دعاء، ومناجاة، وصلاة، ... - أم زهراء: ولا ننس المناسبات الدينية التي تمر ذكراها في هذا الشهر الفضيل كولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، واستشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، وغيرها من المناسبات. - أم جعفر: وعلينا أيضًا تذكر الشهداء وعوائلهم، فهم أهل السبق في الأمان الذي نعيشه. .................. (1) بحار الأنوار: ج93، ص356. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص1118. (3) وسائل الشيعة: ج10، ص314.