كوني على اتصال

آمنة عادل الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 95

لم أكن أتوقع أني سأتزوج، وحين تزوجت وحملت بولدي (جوْن)، أخبرت زوجي بأني أريد أن أعتكف في شهر رمضان المبارك لأيام، وأهدي ثواب الاعتكاف لوالدة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) السيدة نرجس (عليها السلام). كان زوجي كل ليلة يأتي إلى باب المسجد حاملًا تمرًا مرة ، ومرة الحلوى، ومرة أخرى السفرجل، أحببت حينها لطفه، وحنانه، وترقبه عودتي إلى بيتنا ولقائنا، واتجهت عيناي صوب البعيد القريب، إمام زماننا الذي ننتظره، يا ترى ماذا سأحمل له كل ليلة من هدايا تبهجه، ودلائل تدل على حبي له وتلهفي لحضوره؟ أحببنا اتصالنا بالإمام عن طريق والدته، فقررنا أن نبقى على اتصال، فمرة نصنع الحلوى سرورًا بأفراح أهل البيت (عليهم السلام)، وأخرى نجتمع لنشرب الشاي على محبة مولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام)* مثلما هو معهود منذ قديم الزمان، أو نجتمع لقراءة حديث الكساء الشريف، وهكذا. وحين أنجبت ابنتي (مارية)، كانت ولادتي متعسرة، فرأيتني وأنا مستلقية بين النوم واليقظة أردد: "سلام الله الكامل التام، الشامل العام، وصلواته الدائمة القائمة التامة على حجة الله، ووليه في أرضه وبلاده، وخليفته على خلقه وعباده، وسلالة النبوة، وبقية العترة والصفوة، صاحب الزمان، ومظهر الإيمان، وملقن أحكام القرآن، ومطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض..."(1)، حيث كانت آلام المخاض صعبة، تصببت قطرات العرق كالجبال حملًا ثقيلًا، أنات الولادة تشعل القلب بكاءً، وتتوالى الصرخات المكبوتة كالذي يتعرض للضرب مظلومًا، وتفجرت صبرًا بقدوم (مارية) إلى الحياة، هذه الوليدة التي حملت الأفراح إلى العائلة، فعاينت من بعيد قدوم المنتظر، ومتى سيأتي ليكحل عيوننا ببهجة ظهوره. جاءت (مارية) بعد (جوْن)، جبينها مشرق، ويشع وجهها بياضًا، كأنها حورية عجنت بماء قدسي، كنا نغذي أنا وزوجي لوحاتنا بمحبة أهل البيت عليهم السلام فجاءت الرسوم جميلة، وعرفنا السر بأن كل منتظر قادم بإذن الله تعالى. ............... *نوع من النذر يتم فيه توزيع الشاي على الآخرين بثواب المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) إذا قضيت الحاجة. (1) بحار الأنوار: ج٩١، ص٣١.