المذاكرة في الشهر الفضيل

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 65

موسم الغفران والعفو والبركة، هكذا هو شهر رمضان المبارك، يغدق علينا بالنعم والخير، ومحطة يستظل بها المؤمنون تحت أفياء بره وإحسانه؛ ليحطوا الرحال طلبًا وسعيًا إلى رضوان الله تعالى، وتتوق النفوس إلى استقباله وإحيائه، حيث يعد المؤمنون العدة والاستعداد النفسي والبدني له، وكذلك رصد الإمكانات المادية لسد النفقات العائلية والمعيشية، إضافة إلى المساهمة في تأمين الأطعمة والاحتياجات للمحتاجين، وغيرها من الأنشطة المختلفة، وعلى صعيد أروقة المؤسسة التربوية، فلابد من أن يكون للمدرسة نصيب في شهر رمضان المبارك عن طريق التهيئة للمذاكرة في الشهر الفضيل من قبل فئة المتعلمين؛ لمتابعة الدروس والحصص اليومية، وإجراء الاختبارات الفصلية في المدرسة، لذا نجد أن التعليم يكتسب ثوب المرونة والصفاء عند حلول شهر الطاعة والغفران؛ ليحل بحلة بارقة مشرقة للتواصل العلمي والمعرفي والتربوي لدى المتعلمين، ومواصلة المشوار الدراسي في أثناء الصيام، وإكمال المسيرة التعليمية، حيث لا يتعارض الصوم مع الدراسة، بل على العكس ينبغي المحاولة والسعي لتذليل الصعاب قدر المستطاع عن طريق إعداد خطة رصينة مناسبة تحاكي الوضع الراهن للتلميذ في البيت والمدرسة، ولو تمعنا في كيفية وضع الخطة، فسنجد أنها تشير إلى بعض المهام والنقاط المهمة التي تسهم في تحقيق التحصيل العلمي والتربوي، منها إدارة الوقت في هذا الشهر، فهي من الأمور الضرورية التي ينبغي مراعاتها للحفاظ على اليقظة الذهنية في أثناء المذاكرة، والتأقلم مع أجواء الشهر الفضيل، واستثمار ساعات النهار بالشكل الأمثل، ومن ناحية أخرى تحدث بعض التغييرات الجسمية وفقًا للنمط اليومي المصاحب للجسم في أثناء الصوم، كفقدان السوائل، وغيرها، فينصح باتباع بعض الإرشادات والنصائح الطبية والصحية، بخاصة في المدة الواقعة بين الإفطار والسحور عبر تناول كمية كافية من الماء، وتناول الأطعمة الطبيعية كالفاكهة والخضروات، والتقليل من السكريات والدهون؛ لتجنب الشعور بالعطش والتشتت وعدم التركيز؛ لمتابعة اتساق الأفكار العلمية للدروس، وعدم الخمول في أثناء ساعات النهار، فضلًا عن أخذ قسط من الراحة بعد العودة من المدرسة، وبعدها متابعة الواجبات المدرسية، مع الالتزام بأداء الفرائض اليومية والأذكار التي تشد من عزم التلاميذ لنيل التفوق، وتنسيق البرنامج الدراسي اليومي للمواد العلمية. وفي الختام، لابد من الإشارة إلى أهمية ممارسة الرياضة المناسبة والخفيفة بالنسبة إلى التلميذ بالقدر المستطاع في الشهر الفضيل؛ للحفاظ على لياقته البدنية، وتنشيط الدماغ والدورة الدموية؛ للحصول على جسم سليم يتمكن من أداء المهام، وإكمال المنهج الدراسي بأفضل ما يكون.