شهر رمضان فرصةٌ ذهبيةٌ لغرس القيم في نفوس الأطفال

سارة عبد الرحمن اللامي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 222

لنا في الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أسوةٌ حسنةٌ في بناء الأسرة الكريمة، ومن نهجها في تربية أولادها ننهل التعاليم والأساليب السليمة، فحري بنا أن ندرس سيرتها ونقرأ مواقف حياتها ونتعلم من كل ذلك ونجعلها قدوةً لنا، فالزهراء (عليها السلام) تعلمنا التربية الصحيحة والتنشئة الدينية على الأخلاق الفاضلة، وترسيخ صفات الجود والإيثار والشجاعة في نفوس الأطفال، عبر تحبيب الصلاة، والصيام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتصدق، والإحسان، ومساعدة الآخرين إليهم، كانت (عليها السلام) ترسل الحسنيْن (عليهما السلام) دومًا إلى المسجد، وتطلب منهما حين الرجوع أن يقصا عليها ما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالتفصيل، وما أوصى به المسلمين، وكان الإمام الحسن (عليه السلام) حافظًا لخطب جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، يتلوها على مسامع أمه بالطريقة والأداء النبوي ذاته. وتعلمنا الحادثة التي أشار إليها القرآن الكريم بقوله تعالى: (ويطْعمون الطعام علىٰ حبه مسْكينًا ويتيمًا وأسيرًا) (الدهر:8) أن يسمح الوالدان للأولاد بالصيام على الرغم من صغر سنهم، بشرط قدرتهم على ذلك، مثلما فعل الحسنان (عليهما السلام)، فينبغي أن يرغب الآباء الأولاد بالصيام، بخاصة في شهر رمضان المبارك، لأن الأجواء العامة للبيت والمدرسة والمدينة كلها تساعد على من أكمل (7) سنين من عمره على الصوم؛ لإنه قادر عليه في الغالب. ويجدر بالوالدين أن يشرحا فوائد الصيام الكثيرة للأبناء، منها: 1ـ جعل الإنسان قادرًا على ترك أمور كان متعودًا عليها؛ ليعتاد أمورًا أخرى. 2ـ استغلال الشعور بالجوع والعطش لضبط الإحساس بما يشعر به الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون أو يشربون. 3ـ بالصوم يستطيع الإنسان أن يلجم رغبات النفس الشيطانية، وترويض النفس أمام الرغبات المشروعة. 4ـ إن الأجواء الرمضانية من الاستيقاظ وقت السحور، وأداء صلاة الفجر في المسجد أو البيت، والجلوس مع الآخرين على مأدبة الإفطار، وغيرها، كل ذلك ينمي لدى الأطفال الإحساس بالجماعة وهمومها، وتنمي قوة الإرادة عندهم حينما يجدون أنفسهم مستعدين للصيام مع الكبار، إضافةً إلى ما يجسده الصيام في نفس الطفل من صدق الإخلاص لله (عز وجل) بالامتناع عن الكذب والخداع.