السبط الأكبر (عليه السلام)

نرجس مهدي/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 74

وأزهرت الدنيا بنور مبارك أطل عليها بالبشائر زاهيا تلألأ في بيت النبوة مشرقًا من الحسن الزاكي ينير الدياجيا إمام الهدى من ذروة العرش نوره تنزل كالقرآن بالحق هاديا نور انبثق من علياء السماء في أطهر البيوت في العالم في منتصف شهر الله تعالى، فعمت البهجة ذلك البيت الصغير، البسيط بأثاثه، الكبير بمكانته، فاستبشرت الوجوه، والقلوب مفعمة بالبهجة والسرور، فمولاتنا سيدة نساء العالمين (عليها السلام) تضع مولودها الأول، وإذا بالبشرى تصل أسماع نبي الرحمة بإطلالة سبطه الأول المبارك، فأسرع إلى دار الزهراء (عليها السلام)، ودفع إليه المولود المبارك، فأخذه بيديه الكريمتين، ينظر إلى جمال طلعته، وسأل أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما أسميت ابني؟" فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما كنت لأسبقك في ذلك"، فقال (صلى الله عليه وآله): "ولا أنا سابق ربي به"، فهبط الأمين جبريل (عليه السلام)، فقال: "يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى، لكن لا نبي بعدك، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون، فقال (صلى الله عليه وآله): "وما كان اسم ولد هارون يا جبريل؟ قال: شبر، فقال (صلى الله عليه واله(: وما شبر؟ قال: الحسن"(1). وبدأت أيام العمر الميمون تمر بهذا الوليد المبارك وهو يتقلب في أحضان جده الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ويقضي ساعات ليله ونهاره بين آية كريمة، وحديث شريف، وملك مقرب، ونبي مرسل، يرتع في بيت هو مختلف للملائكة، ومهبط للوحي، بيت الطهر والقداسة، تفجرت من جوانبه ينابيع الجود والفضائل، وأصبح منارًا للسالكين، ومحط رحال القاصدين، وكانت للإمام الحسن (عليه السلام) منزلة عظيمة عند جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان يضمه إلى صدره، ويقول: "اللهم إني أحبه فأحبه"(2)، وقد ورث (عليه السلام) من جده الهيبة والسؤدد، (فكان حليمًا مهيبًا)(2) .......................... (1) بحار الأنوار: ج44، ص250. (2) المصدر نفسه: ج43، ص293.