إلى الأب (إيليا) الطيب

علا حسين العامريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 95

مرت عدة ليالٍ وأنا لا أزال أقف حيث أنا عند الباب، أنتظر مجيئك الذي طال غيابه على غير عادة، حتى الرحى باتت ظمأى إلى مجيئك، والسقم يسري في جسد أمي، ويدك الدواء الوحيد لأفئدتنا المتضورة جوعًا.. إنها ليلة العيد وعيناي ما ذاقاتا رقادًا منذ تلك الليلة التي لم تطرق بابنا فيها للمرة الأولى، أرى البهجة والسرور على وجوه الأطفال في سوق المدينة وهم برفقة أهلهم، يبتاعون ملابس العيد، بينما أنت بعيد بهذا القدر أقول في نفسي: كيف للفرحة أن تغمرهم؟ هل لك من عودة مرة أخرى تقف فيها عند باب دارنا، وبيدك الخبز والكثير من التمر واللبن؟ أرجوك! عدْ أيها الأب الحاني لأعود إلى الحياة، فقد عرفتك وطنًا لأمثالنا، نحن المبخوسة حقوقهم.. بحق السيد المسيح لا تدع العيد يأتي بدونك.. كم يا ترى سأستمر بانتظارك بأمل موهوم؟ هلا التمست لي العذر وسامحتني لعجزي أمام هذا الفراق الذي أسدل دياجيره فوق أهدابي، حيث بقيت بلا مأوىً بدونك وأنت الوطن الوحيد الذي كنت ألجأ إليه، فيغمرني بالاهتمام والأمان.. التاريخ: شهر الفراق العنوان: الكوفة