الحَسَنُ العَسكَرِيُّ (عليه السلام) السِّرَاجُ المُنِير
شهد يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر بزوغ الكوكب الحادي عشر في سماء البيت المحمديّ ألا وهو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ذلك الكوكب الدريّ الذي ينير العالم بفكر فلسفته العميقة، حيث أشرقت عدّة إضاءات تتلألأ في الإشارة إلى الإمام (عليه السلام) في خضم التاريخ، باعتباره أحد عمالقة الفكر الإنساني على الرغم من تضبيب الدولة العباسية آنذاك، والتشويش الأهوج على ذلك الأفق المتموّج بالعزة والكرامة والحضارة المتطورة. فقد كان بالغ الاهتمام بجوانب متشعبة، حيث اهتم بالقرآن الكريم وهو سند الشريعة ومصدرها الأساسي، كما انه اهتم بحفظ السنّة النبوية وسنة أهل البيت (عليهم السلام) وتاريخهم؛ لأخذ العلوم والمعارف، وكان كثير الاهتمام بالفقه والعقيدة والمعرفة بشكل عام. وكانت حياته الشريفة تعبق بشذرات ذات بريق وهّاج عن طريق التخطيط الحاذق للتمهيد لولده الإمام الحجة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فقد بذل الإمام (عليه السلام) جهداً مضاعفاً مارس فيه نوعين من الإعداد لتذليل العقبة للظهور المبارك. كان الأول هو الإعداد الفكري والذهني. والثاني هو الإعداد النفسي والروحي، وذلك باستعراض فكرة الغيبة على مدى التاريخ، وطالبهم بالثبات على الإيمان والصبر وانتظار الفرج، وبيّن لهم طبيعة هذه المرحلة وما يتحقق فيها من امتحانات عسيرة تتمخض من تبلور الإيمان والتقوى التي تعدّ من أهم قوام الإنسان المؤمن بربّه ودينه.